في خطوة جديدة نحو التهدئة، أجرى وفد حركة «حماس» برئاسة خليل الحية، عدة اجتماعات في القاهرة مع مسؤولين مصريين وقطريين، بهدف تقريب وجهات النظر مع الجانب الإسرائيلي لإرساء أساسات اتفاق هدنة شامل. تأتي هذه المفاوضات في إطار الجهود المستمرة لإنهاء الصراع العسكري الممتد في المنطقة.
دور الوساطة القطرية
تسعى قطر، إلى جانب مصر، للوساطة في هذا الملف الحساس، حيث أكد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لـ”حماس»، طاهر النونو، أن الحركة مستعدة لإطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين مقابل صفقة تبادل جدية تشمل وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، مع دخول المساعدات humanitarian aid إلى المنطقة.
وفي تصريحاته لوكالة الصحافة الفرنسية، اتهم النونو إسرائيل بتعطيل فرص التسوية، مشدداً على أن المشكلة ليست في عدد الأسرى، بل في تنصل الاحتلال من التزاماته، مما يعيق تنفيذ اتفاق وقف النار ويواصل التصعيد العسكري.
الضمانات المطلوبة
شدد النونو على ضرورة وجود ضمانات للوسطاء لضمان التزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق، مشيراً إلى أن «حماس» أظهرت مرونة كبيرة خلال المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأضاف أن الجانب الإسرائيلي يسعى لإطلاق سراح أسراه من دون التقدم نحو قضايا أخرى تتعلق بوقف النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة.
التطورات الأخيرة
أفادت مصادر مطلعة لوكالة الصحافة الفرنسية بأن وفد «حماس» أنهى اجتماعاته مع المسؤولين المصريين والقطريين دون إحراز تقدم ملموس. وكشف موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي، عن اقتراح جديد يتضمن إفراج «حماس» عن 10 رهائن مقابل ضمانات أمريكية لتدخل إسرائيل في محادثات بشأن اتفاقية جديدة.
انطلقت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بتاريخ 19 يناير، حيث تضمنت تبادلاً لعدد من الرهائن والأسرى. ومع ذلك، واجهت هذه المرحلة انهياراً بعد شهرين فقط نتيجة للخلافات بين الأطراف المعنية.
الوضع الكارثي في غزة
تستمر جهود الوسطاء في مواجهة صعوبات جمة بشأن العدد المطلوب من الرهائن ووقف إطلاق النار الدائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع. من جانب آخر، أكد النونو أن «سلاح المقاومة خط أحمر ولا يمكن التفاوض بشأنه»، موضحاً أن استمرار وجود هذا السلاح مرتبط بالاحتلال نفسه.
وقد أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي بدأت بعد هجوم غير مسبوق من «حماس» في 7 أكتوبر عن مقتل 1218 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وذلك وفقاً لتقارير رسمية. كما تم أسر 251 رهينة، ولا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، بينما ذكرت الإحصائيات أن 34 منهم يعتقد أنهم قُتلوا.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد القتلى في غزة بلغ 1574 شخصاً منذ 18 مارس، مما يرفع إجمالي القتلى منذ بداية الحرب إلى 50944 فلسطينياً.