أكّد النائب والوزير اللبناني السابق مروان حمادة أن عرقلة إقامة دولة متماسكة في لبنان كانت من الثوابت الأساسية لـ”عهد الأسدين” في سوريا، مُحملاً هذا العهد مسؤولية سلسلة الاغتيالات التي عانت منها البلاد، بدءًا بكمال جنبلاط، مرورًا ببشير الجميل، وصولاً إلى اغتيال رفيق الحريري. جاء ذلك في وقت يحيي فيه “تيار المستقبل” الذكرى العشرين لاغتيال الحريري، الذي نجا حمادة نفسه من محاولة اغتيال سابقة له بأشهر قليلة.
تحمل المسؤولية
وفي حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط”، تناول حمادة محطات معقدة في العلاقات مع نظام حافظ الأسد، ثم ابنه بشار. وكشف أنه كان برفقة وليد جنبلاط عند استقبال الأسد الأب لهما بعد خروجهما من بيروت، التي كانت محاصرة من الجيش الإسرائيلي. وأشار إلى أن الأسد لوح بيده خلال اللقاء قائلاً: “انسوا بشير”، في إشارة إلى الرئيس اللبناني المنتخب، الذي قُتل بعد أربعة أيام.
كما أفاد حمادة بأن دمشق سعت لتقويض فرص رينيه معوض في رئاسة الجمهورية، قائلاً: “لا أبرئها من اغتياله”. ولفت إلى أن رفعت الأسد، شقيق حافظ، دعا حمادة وجنبلاط إلى عشاء، حيث طرح فكرة إنشاء دويلات طائفية في سوريا ولبنان تعترف بإسرائيل وتلعب علاقات مع الولايات المتحدة.
زيارة دمشق وتحقيقات الاغتيالات
وكشف حمادة أنه زار دمشق بعد اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا، حيث تأكد له من وزير مقرب من حافظ الأسد بمقتله. وأشار إلى أن “حزب الله” كان شريكًا لسوريا في سلسلة الاغتيالات التي ضربت لبنان في العقد الأول من القرن الحالي، مما يُظهر حجم التداخل بين الأطراف المعنية في تلك الأحداث الدرامية.