ندد حكام ولايات أميركية من الحزب الديمقراطي، يوم الأحد، بخطوة الرئيس دونالد ترامب لنشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجليس بهدف قمع الاحتجاجات ضد اعتقال المهاجرين، مشيرين إلى أن هذه الصلاحية تعود حصراً لحكام الولايات.
إساءة استخدام السلطة
وفي بيان مشترك، وصف الحكام تحرك ترامب بأنه “إساءة استخدام للسلطة تنذر بالخطر”. وأكدوا على ضرورة احترام سلطات الحكام التنفيذية لإدارة قوات الحرس الوطني في ولاياتهم.
جاء ذلك بعد أن تعهد ترامب بفرض “القانون والنظام” إثر نشر عناصر من الحرس الوطني في مدينة لوس أنجليس، في خطوة ضد إرادة حاكم الولاية، بعد حدوث احتجاجات اتسم بعضها بالعنف.
قوات الحرس الوطني
وأفاد ترامب للصحافيين أن القوات المنتشرة في لوس أنجليس ستعمل على فرض “قانون قوي جداً”، محذراً من “وجود أشخاص عنيفين” مؤكداً عدم السماح لهم بالإفلات من العقاب. كما أشار إلى دراسة تفعيل “قانون التمرد” الذي يسمح بنشر القوات المسلحة لقمع الاحتجاجات.
وأكد الجيش الأميركي إرسال 300 جندي من اللواء 79 إلى مناطق عديدة في لوس أنجليس الكبرى لحماية الممتلكات والطواقم الفدرالية. وقد انتشرت القوات بزيها العسكري ودروعها، استعداداً لمواجهات محتملة.
احتجاجات ومواجهات
تأتي هذه الأحداث بعد يومين من مواجهات حيث أطلق عناصر فدراليون قنابل صوتية وغاز المسيل للدموع على حشود غاضبة بسبب اعتقال عشرات المهاجرين. وظهرت مقاطع تظهر بعض العناصر مزودين بمعدات مكافحة الشغب.
في منشور لحاكم الولاية غافين نيوسوم على منصة إكس، انتقد إرسال ترامب لآلاف عناصر الحرس الوطني إلى لوس أنجليس، معتبراً أن ذلك ليس لدواعي ملحة وإنما لتفجير أزمة. ودعا السكان للحفاظ على هدوئهم وعدم استخدام العنف.
مواقف متناقضة
أبدى عدد من الجمهوريين دعمهم لترامب، حيث اعتبر رئيس مجلس النواب مايك جونسون أن نيوسوم أظهر عجزاً بتركه الأمور تتفاقم، مما استدعى تدخل الرئيس. كما أنه لم يعتبر طرح وزير الدفاع باستخدام مشاة البحرية مبالغاً فيه.
في المقابل، اعتبر المتظاهرون أن وجود القوات هو بمثابة وسيلة لإرهابهم، مؤكدين أن الاحتجاجات سلمية. وقد علق توماس هينينغ “هذه الاحتجاجات سلمية، لكن وجود القوات بالأسلحة يهدف إلى ترهيب الأميركيين لاستكمال ممارستهم لحقوقهم الدستورية”.
ردود الفعل السياسية
المعطيات تشير إلى أن الخطوة تعتبر تأكيداً للنزعة السلطوية لترامب، وفقاً للسناتور بيرني ساندرز الذي أدان ذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي. ورأى أن استخدام القوات والعمليات الدهم غير القانونية أمر غير مقبول.
عادة ما يتم استدعاء الحرس الوطني من قبل الولايات في حالات الطوارئ أو الاضطرابات، ولكن ذلك غالباً ما يتطلب موافقة مسؤولي الولايات. وقد أعرب الناشط كينيث روس عن قلقه تجاه الاستخدام غير المعتاد للحرس الوطني، مسلطاً الضوء على أن هذه المرة تعتبر الأولى منذ عام 1965.
تأثيرات الحملة ضد المهاجرين
الجمعة الماضية، نفذ عناصر من أجهزة الهجرة عمليات دهم في لوس أنجليس، مما أدى إلى مواجهات استمرت لساعات. وقد أظهر استطلاع حديث أن هناك دعماً نسبياً للحملة ضد الهجرة، على الرغم من المشاعر المتناقضة السائدة بين المواطنين.
بدورها، دافعت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم عن المهاجرين في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن “المكسيكيين الموجودين هناك هم رجال ونساء نزيهون يسعون لتحسين حياتهم وتأمين احتياجات عائلاتهم”.
