وسط اهتمام دولي متزايد، عُقدت مباحثات في قصر الإليزيه بين المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تناولت سبل معالجة أزمة البلاد المعقدة. تأتي هذه الزيارة في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية، لا سيما من جانب الولايات المتحدة، من تزايد النفوذ الروسي في ليبيا.
مضمون اللقاء
أصدرت القيادة العامة للجيش بيانًا مساء الأربعاء عن محتوى اللقاء، مشيرة إلى مناقشة تطورات العملية السياسية في ليبيا وأهمية دعم جهود بعثة الأمم المتحدة. كما تم تناول الأوضاع الإقليمية وسبل تعزيز التعاون بين ليبيا وفرنسا لتحقيق المصالح المشتركة.
إعادة التحالفات الدولية
اعتُبرت زيارة حفتر إلى فرنسا جزءًا من سعيه لتعزيز التحالفات الدولية، خاصةً مع زيادة نفوذ الجيش الوطني المسيطر على غالبية المنطقة الجنوبية. تشير التقارير إلى أن الوجود الروسي يزداد في ليبيا، مما يعزز من أهمية هذا التعاون.
وصف مسؤول حكومي في شرق ليبيا الزيارة بأنها امتداد لجولات تهدف إلى دعم العملية السياسية التي تتبناها البعثة الأممية، وزيادة مستوى التعاون العسكري، وسط سعي فرنسا لاستعادة نفوذها في المنطقة.
تحركات دبلوماسية فرنسية
تجلى النشاط الدبلوماسي الفرنسي مؤخرًا بشكل ملحوظ من خلال تحركات المبعوث الخاص للرئيس ماكرون إلى ليبيا، بول سولير، الذي قام بجولات بين شرق وغرب البلاد. وقد أكد ماكرون خلال اللقاء على الدور المركزي للقائد العام للقوات المسلحة في العملية السياسية.
تعزيز القدرات الاستخباراتية
في سياق متصل، أكد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، على أهمية تعزيز القدرات الاستخباراتية في البلاد. جاء ذلك خلال حفل تخريج 700 ضابط من الاستخبارات العسكرية، وهو الحدث الأول منذ عام 2011.
وشدد الدبيبة على التزام حكومته بإنشاء مؤسسة عسكرية حديثة، قادرة على حماية السيادة الوطنية وتأمين ثروات الشعب الليبي، مشيرًا إلى أن هذه الدفعة تمثل إضافة نوعية للمؤسسة العسكرية.
اجتماعات مع المسؤولين الروس
في جانب آخر، التقى يوسف العقوري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في مجلس النواب، بسفير روسيا لدى ليبيا، حيدر رشيد أغانين، لبحث الأوضاع الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تطورات العملية السياسية في البلاد.
أعرب العقوري عن أهمية العلاقات التاريخية بين ليبيا وروسيا، مؤكدًا حرص مجلس النواب على تعزيز التعاون في شتى المجالات. أكد السفير الروسي على دعم بلاده لإجراء الانتخابات في ليبيا كسبيل لتمكين الشعب الليبي من اختيار ممثليه.
جهود الأمم المتحدة
في إطار الجهود الأممية، تواصلت مبعوثة الأمم المتحدة الجديدة، هانا تيتيه، مع عدد من الأطراف الليبية بهدف إنعاش العملية السياسية ودفع البلاد نحو الانتخابات العامة. عُقدت لقاءات مع ممثلين من المجتمع الدولي، بما في ذلك السفير البريطاني، لمناقشة دور المجتمع الدولي في دعم العملية السياسية في ليبيا.
أشادت تيتيه بدعم المملكة المتحدة للبعثة الأممية وبدورها في تعزيز التوجه نحو إيجاد مخرج للأزمة السياسية الحالية، مما يعكس استمرار الاهتمام الدولي بالقضية الليبية.
