أكد نائب رئيس المكتب السياسي لجماعة “حزب الله” اللبنانية محمود قماطي، أن وجود القوات الإسرائيلية في لبنان بعد مرور 60 يوماً على اتفاق وقف إطلاق النار يعد احتلالاً، محذراً من تداعيات فتح ملف نزع سلاح الحزب، ومعتبراً ذلك قد يقود البلاد إلى الفوضى.
تعامل متوقع مع الاحتلال
وفي حديثه لقناة “المنار”، قال قماطي: “لقد تحلينا بالصبر لمدة 60 يوماً، ولكن بعد اليوم الحادي والستين، ستصبح القوات الموجودة في لبنان قوات احتلال، وسنتعامل معها وفقاً لذلك”.
وأشار قماطي إلى أن “سلاح المقاومة وأموال إعادة الإعمار والترميم والإيواء هي خطوط حمراء لن نسمح بتجاوزها”، مضيفاً أن “على الولايات المتحدة وفرنسا أن تدركا أننا لن نتسامح مع أي انتهاك لخطوطنا الحمراء، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات”.
الاتفاق وملف الانسحاب
كان كل من إسرائيل و”حزب الله” قد توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً بوساطة أميركية، يشمل انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً بعد أكثر من عام من النزاع.
وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، بينما يتعين على مقاتلي “حزب الله” الانتقال إلى شمال نهر الليطاني، مما يعني بُعد حوالي 30 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل. كما يشمل الالتزام بأن تمتنع جميع المجموعات المسلحة في لبنان عن تنفيذ أي عمليات هجومية ضد إسرائيل.
استعدادات حزب الله
وشدد قماطي على أن المخزون الصاروخي وقدرات الحزب القتالية “لا تزال موجودة”، مشيراً إلى أن مقاتلي الحزب استمروا في إطلاق الصواريخ حتى آخر لحظة من الحرب مع إسرائيل.
وعبر عن رفض الحزب المطلق لما وصفه احتلال الأراضي وبناء المستوطنات، مؤكداً على ضرورة التصدي لهذا الوضع بأي شكل كان.
مراقبة الهدنة
تقوم الولايات المتحدة وفرنسا بدور مراقبة الهدنة بين الجانبين، والملتزمين بالانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش اللبناني في بيان عن استقبال قيادة الجيش لقائد الجيش الفرنسي، حيث تم بحث الأوضاع العامة في لبنان وسبل تعزيز التعاون بين الجانبين، بالإضافة إلى دعم الجيش اللبناني في هذه الظروف.
زيارة أميركية في الأفق
ومن المتوقع أن يقوم المبعوث الأميركي إلى لبنان، أموس هوكستين، بزيارة إلى بيروت قريباً لتعزيز اتفاق الهدنة.
هذا، وقد تم تسجيل عدة خروقات من قبل القوات الإسرائيلية للاتفاق، حيث استهدفت القرى الجنوبية، مما دفع الحكومة اللبنانية إلى دعوة الأمم المتحدة للضغط على إسرائيل.
استعدادات الجيش اللبناني
وفي بيان آخر، اتهمت قيادة الجيش اللبناني القوات الإسرائيلية بالاستمرار في خرق وقف إطلاق النار، مما أدى إلى تدمير القرى الجنوبية وتهديد سيادة لبنان.
أكدت مصادر أمنية لبنانية أن القوات الإسرائيلية لم تنسحب حتى الآن إلا من مدينة الخيام، ورجحت أن بإمكانها الانسحاب الكامل خلال 48 ساعة إذا كانت هناك نية حقيقية لذلك.
وأوضحت كذلك أن هناك 6 آلاف عنصر من الجيش اللبناني جاهزون للانتشار في الجنوب عند انسحاب الإسرائيليين منتظرين فقط إشارة للقيام بذلك.