نجحت حركة “حماس” اليوم (السبت) في تسليم الرهينتين الإسرائيليين ياردن بيباس وعوفر كالدرون للصليب الأحمر في مدينة خان يونس بقطاع غزة، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار أمام أعين المجتمع الدولي. وتأتي هذه العملية كتتويج لجهود التفاوض بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
تفاصيل عملية التسليم
وصلت سيارات تابعة للصليب الأحمر إلى خان يونس قبل عملية التسليم، حيث أعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب “القسام”، عن هوية الرهائن، وهما عوفر كالدرون وكيث شمونسل سيجال. يعتبر ياردن بيباس والدًا للرضيع كفير الذي اختُطف في وقت سابق، وهو ما أثار تعاطفًا كبيرًا في المجتمع الإسرائيلي.
تُشير التقارير إلى أن كفير كان يبلغ من العمر تسعة أشهر عند عملية الخطف، في حين كان أرييل، أحد أطفاله، يبلغ من العمر أربع سنوات. تكتنف الحالة الأسرية الغموض، حيث لم يتم الكشف عن مصير كفير وأرييل أو والدتهما شيري، التي اختُطفت في نفس الهجوم.
مآلات الأسر والعواقب
تناقلت وسائل الإعلام مقطع فيديو يظهر العائلة أثناء احتجازها، حيث كانت شيري تحمل أطفالها في أحضانها بينما تحيط بهم عناصر مسلحة. وتم اختطاف ياردن، الذي كان يبلغ من العمر 34 عامًا عند الهجوم، في نفس الوقت مع كيث سيجال، الذي خُطف مع زوجته أفيفا.
في نوفمبر 2023، أُطلق سراح أفيفا في أول عملية تبادل رهائن، حيث تم أيضًا الإفراج عن ابني كالدرون، إيريز وساهر، ضمن نفس العملية.
ردود الفعل والتحليلات
عبرت عائلة كالدرون، التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية، عن مشاعر مختلطة من السعادة الشديدة والألم العميق لإطلاق سراحه. في وقت سابق، أطلقت “حماس” سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين وخمسة عمال تايلانديين، بينما ردت إسرائيل بإطلاق سراح 110 معتقلين فلسطينيين.
رحب البيت الأبيض بإطلاق سراح الرهائن، مؤكدًا استمرار التزام الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالضغط من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن الآخرين. بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يُتوقع أن يتم الإفراج عن 33 رهينة من غزة خلال الأسابيع الستة المقبلة، وذلك مقابل المئات من المعتقلين الفلسطينيين.
الوضع الإنساني في غزة
شهدت الأوضاع الإنسانية تحسنًا نسبيًا بفضل وقف إطلاق النار، حيث يتم زيادة تدفق المساعدات إلى غزة، التي تواجه نقصًا حادًا في الإمدادات. من المقرر أن يتم نقل عدد من الفلسطينيين، بينهم جرحى مدنيين ومسلحين، إلى مصر عبر معبر رفح لأول مرة منذ إعادة فتحه.
وأشارت جولييت توما، مديرة التواصل في الأونروا، إلى أن استمرار الوضع الهش للهدنة سيكون مرهونًا بقدرة إسرائيل على السماح بمواصلة العمليات الإنسانية في غزة. وتقديم الدعم المناسب للمتطلبات الإنسانية أصبح أمرًا ملحًا في ظل الظروف الراهنة.
مشاهد الفوضى في الآونة الأخيرة
تخللت عملية الإفراج عن الرهائن مشاهد فوضوية، مما دفع السلطات الإسرائيلية إلى التحذير من المخاطر التي قد يتعرض لها الرهائن. واتهمت “حماس” إسرائيل بارتكاب انتهاكات، بما في ذلك منع وصول الإمدادات الضرورية للقاطنين في غزة.
تتضمن القائمة المرتبطة بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين 30 قاصرًا، بالإضافة إلى مدانين من عناصر الفصائل الفلسطينية المتورطة في هجمات أودت بحياة العديد من الإسرائيليين.