بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، جولة خليجية تشمل قطر والكويت، حيث تتمحور الزيارة حول تعزيز الجهود المصرية والعربية الخليجية لتوحيد المواقف النزاعية تجاه قضايا المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وتأتي هذه الجولة قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة الشهر المقبل.
مباحثات ثنائية في الدوحة
من المقرر أن يعقد السيسي والأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، مباحثات ثنائية، يوم الاثنين، بالعاصمة الدوحة. ستتبع هذه المباحثات اجتماعات موسعة لمسؤولي البلدين، بحضور الرئيس المصري وأمير قطر، وفقاً لما أفادت به وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.
تسعى المباحثات بين الزعيمين المصري والقطري إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مع التركيز على التطورات الإقليمية، لاسيما القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كما يُتوقع أن يجتمع السيسي في الدوحة مساء الأحد مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري لاستكشاف فرص التعاون الاقتصادي.
تعزيز العلاقات المصرية القطرية
وصل الرئيس المصري إلى العاصمة القطرية الدوحة صباح الأحد، حيث كان في استقباله الأمير تميم بن حمد آل ثاني في مطار حمد الدولي. تعكس هذه الزيارة تعمق العلاقات بين مصر وقطر التي شهدت نمواً ملحوظاً منذ عام 2021، حيث زار أمير قطر القاهرة في يونيو 2022، تبعته زيارة السيسي للدوحة في سبتمبر من نفس العام، وتم خلالهما توقيع عدة مذكرات تفاهم.
بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وقطر بحلول نهاية عام 2024 حوالي 205 ملايين دولار، بينما تقدر الاستثمارات القطرية في مصر بحوالى 5.5 مليار دولار.
محطة الكويت في الجولة الخليجية
بعد قطر، يتوجه السيسي إلى الكويت، في المحطة الثانية من جولته الخليجية، حيث تبرز هذه الزيارة كدليل على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ورغبتهما في توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري، وفقاً لبيان الرئاسة المصرية.
سيلتقي السيسي في الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، بالإضافة إلى ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية.
الخبراء يرصدون أهمية الجولة
يرى الخبير الاستراتيجي المصري سمير راغب في تصريحات لـ”الشرق الأوسط» أن الجولة الخليجية للسيسي تأتي في وقت بالغ الأهمية، حيث تلعب العلاقات المصرية الخليجية، وخاصة بين مصر وقطر، دوراً رئيسياً في الجهود الرامية لإنهاء الصراع في غزة.
يشير راغب إلى أن الزيارة تأتي ضمن مساعي مصر التنسيقية مع الدول العربية، ومن ضمنها دول مجلس التعاون الخليجي والأردن، حيث تُساهم اللقاءات الرئاسية في تعزيز جهود الوساطة المطلوبة لحل النزاع. كما أضاف أن التنسيق العربي الخليجي يأخذ بعين الاعتبار جميع الملفات الإقليمية، بما في ذلك العلاقات مع الجانب الأميركي.
ترمب وزيارات مستقبلية
في وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن الرئيس الأميركي أنه يمكن أن يزور السعودية وقطر والإمارات قريباً. يُعزز هذا التصريح من أهمية الجولة الخليجية للسيسي كجزء من الاستعدادات للزيارة المرتقبة لترمب.
المحلل السياسي القطري، عبد الله الخاطر، اعتبر أن زيارة السيسي تُعتبر من أهم الجولات الحالية في إطار تنسيق الجهود العربية والخليجية لتوحيد المواقف المؤثرة عالمياً بشأن جميع قضايا المنطقة. وأوضح أن هذه الزيارة تهدف إلى تنسيق الشأن الفلسطيني ومستقبل غزة قبيل زيارة الرئيس الأميركي المرتقبة.