تتواصل الجهود الدولية لاستئناف اتفاق الهدنة في قطاع غزة، الذي انهار قبل ثلاثة أسابيع، وتمثل التحركات الأميركية والمصرية في هذا السياق أبرز الحلول المطروحة. يأتي ذلك وسط تصعيد إسرائيلي متزايد، مع تأكيدات من «حماس» بشأن قرب التوصل إلى اتفاق جديد.
تصعيد إسرائيلي مستمر
يعتقد خبراء تحدثوا لموقع «الشرق الأوسط» أن سياسة التصعيد التي يتبعها رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، منذ انهيار الهدنة في 18 مارس، قد تواجه عقبة أمام استئناف المفاوضات، في ضوء المؤشرات المتزايدة على التحرك نحو اتفاق قريب.
وأفاد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، حسام بدران، في تصريحات خاصة، أن الاتصالات والجهود مستمرة مع الوسطاء لوقف ما وصفه بـ”حرب الإبادة» ضد الفلسطينيين في غزة. وأوضح بدران أن الحركة تعمل على تنسيق المواقف مع الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية هي المعرقل الأساسي لأي اتفاق.
مساعي التقارب الأميركية
أكدت مصادر بحركة «حماس» أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد اعتمد في تصريحاته حول الوضع في غزة، عقب لقائه بنتنياهو في واشنطن، على «مواقف إيجابية» تمت الإشارة إليها في الأيام الأخيرة. وأشارت المصادر إلى أن واشنطن قد كثفت جهودها في الملف، في محاولة للتوصل إلى اتفاق قريب.
في سياق اللقاء بين ترمب ونتنياهو، عبّر ترمب عن أمله في قرب انتهاء الحرب، بينما أكد نتنياهو على جديتهم في التحرك نحو اتفاق جديد يشمل تحرير الرهائن.
مقترحات سابقة للتهدئة
خلال شهر مارس، تم تقديم ثلاثة مقترحات للتهدئة، بدءاً بمقترح أميركي، تلاه اقتراح مصري ثم آخر إسرائيلي، دون أن تنجح أي من تلك الجهود في تحسين الأوضاع بسبب الخلافات حول أعداد المحتجزين المقرر الإفراج عنهم.
ووفقاً لتقديرات الأكاديمي الدكتور أحمد فؤاد أنور، فإن هناك عوامل تشير إلى قرب استعادة الهدنة. ومن ضمنها اللقاء بين ترمب ونتنياهو، وحاجة «حماس» لإدخال المساعدات الإغاثية إلى غزة، إلى جانب الضغط المستمر من القاهرة والوسطاء.
ضغوط داخلية على نتنياهو
وذكر السفير الفلسطيني الأسبق لدى مصر، بركات الفرا، أن التحديات السياسية التي يواجهها نتنياهو قد تدفعه نحو قبول هدنة مؤقتة، في الوقت الذي تعكس فيه طريقة استقباله لترامب توتراً دبلوماسياً قد يساهم في دفعه نحو اتفاق قريب.
رغم هذه الجهود، يستمر الجيش الإسرائيلي في التصعيد، حيث أعلن عن استمرارية عملياته العسكرية في غزة، مشيراً إلى استهدافه لقيادات في «حماس» دون تفاصيل إضافية.
أرقام القتلى في التصعيد
منذ استئناف العمليات العسكرية في غزة، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 1482 شخصاً وإصابة 3688 آخرين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة، ما يؤكد حجم المأساة الإنسانية المستمرة.
في الأثناء، ناقش وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع ستيف ويتكوف، الجهود المشتركة مع الولايات المتحدة وقطر بهدف تثبيت الهدنة وتأمين المرحلة التالية من التفاوض، مع التأكيد على أهمية تقليل التصعيد لتفادي توسيع دائرة الصراع.
توقعات حول المفاوضات
يؤكد أنور أن التصعيد الإسرائيلي هو عادة ما يؤدي إلى فرص للتفاوض، مع التوقع بأن تلعب مصر دوراً محورياً في هذا السياق. ضغوط واشنطن قد تكون حاسمة في دفع نتنياهو نحو تغيير استراتيجيته في التعامل مع الوضع الحالي.
بدوره، لا يستبعد الفرا إمكانية الوصول إلى حل قريب قد يتحقق بفضل ضغط الوسطاء على الأطراف المتنازعة نحو تهدئة مؤقتة. هذا الأمر قد يكون مدعوماً مع استمرار الجهود المصرية الساعية لتحقيق اتفاق الهدنة في غزة.