أجبرت جماعة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء عشرات المتسولات والمشردات على المشاركة في برامج ودروس تعبوية ذات طابع طائفي، وذلك في إطار الحملة الشاملة التي تستهدف جميع فئات المجتمع في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
عمليات تعقب وقسر
وأفادت مصادر محلية، أن الحوثيين فرضوا على نحو 70 امرأة وفتاة من المتسولين والمشردين تلقي أنشطة ودروس تعبوية تمتد لفترة 15 يوماً، تحت إشراف ما يُعرف بـ”البرنامج الوطني لمعالجة التسول” و”مؤسسة بنيان”، التي تدار من قبل القيادي الحوثي محمد المداني.
سبق ذلك قيام الجماعة بشن حملة تعقب لمئات المتسولات في شوارع وأسواق صنعاء، لاستهدافهن وتجميعهن في مواقع محددة لتسهيل تقديم البرامج الطائفية.
تفشي ظاهرة التسول
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد أعداد المتسولين في صنعاء وباقي المدن التي تسيطر عليها الجماعة، حيث تعاني الشوارع والأسواق من تجمعات كثيفة للنساء والفتيات بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وفقدان المعيل وانقطاع الرواتب.
واتهم سكان في صنعاء الحوثيين باستغلال هذه الفئة الضعيفة لأغراضهم، حيث أكدوا أن الجماعة لا تقتصر على تعبئتهم طائفياً، بل ولجأت أيضاً إلى نهب جزء من الأموال التي يكسبونها من الصدقات.
استهتار بالمسؤوليات
تجاهلت الجماعة الحوثية، حسب السكان، مسؤولياتها في معالجة ظاهرة التسول وتقديم حلول فعالة للحد منها، رغم تزايد الظاهرة بشكل ملحوظ في مناطق سيطرتها.
وأبدت متسولات في صنعاء شكاوى لوكالة “الشرق الأوسط”، حيث تم إلزامهن بالمشاركة في برامج تعبئة قسرية تحت دعاوى اقتصادية، لكن سرعان ما اكتشفن أنها برامج تؤكد على أفكار الجماعة بدلاً من معالجة معاناتهن.
تجربة قاسية
تعرضت عاتكة، وهي أم لطفلين، لخداع مزدوج من الحوثيين، حيث تم استدراجها للمشاركة في برامج اقتصادية لدعمها، لتنتهي مشاركتها في تلقي دروس طائفية لا تلبي احتياجاتها الحقيقية.
منذ أن فقدت زوجها قبل ثلاث سنوات، كانت تأمل أن تساعدها الجماعة في تحسين وضعها المعيشي، لكنها تفاجأت بتشجيعهم على التبرع بجزء من أموالهن للحوثيين، ومعظم تلك الأموال تأتي من التسول.
استغلال مستمر
سبق أن فرض الحوثيون على المتسولين دفع نسبة 20% من مدخولهم اليومي للحصول على إذن بالتسول. هذه الممارسات تعكس توسيع ظاهرة التسول في المناطق التي تخضع لسيطرتهم، ووفقاً لمختصين اجتماعيين، فإن الوضع الاقتصادي المتدهور هو السبب الرئيسي لتزايد هذه الظاهرة.
ومع تراجع سبل العيش واستمرار انقطاع الرواتب، تتزايد أعداد الأسر الفقيرة، مما يزيد من تفاقم أزمة التسول في اليمن.