الخميس 27 مارس 2025
spot_img

جامعة كولومبيا تحقق مع طلاب انتقدوا إسرائيل

تتعرض جامعة كولومبيا في نيويورك لضغوط شديدة، إثر التحقيقات التي تطال طلاباً بسبب انتقاداتهم لسياسات إسرائيل. حيث تلقت مريم علوان، الطالبة في السنة الأخيرة، رسالة الكترونية تتهمها بمضايقة الآخرين عقب نشر مقال رأي في الصحيفة الطلابية يدعو لسحب الاستثمارات من إسرائيل بينما كانت في زيارة عائلية بالأردن.

تحقيقات جامعة كولومبيا

تشير الوثائق التي اطلعت عليها وكالة “أسوشييتد برس” إلى أن التحقيقات تأتي ضمن نشاطات لجنة تأديبية جديدة تُدعى “مكتب المساواة المؤسسية”، والتي بدأت استهداف طلاب كولومبيا الذين انتقدوا إسرائيل. في الأسابيع الأخيرة، أصدرت اللجنة إشعارات لعشرات الطلاب بسبب أعمال متنوعة، منها مشاركة معلومات على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم القضية الفلسطينية والمشاركة في احتجاجات غير مصرح بها.

أبعاد القضايا المتزايدة

من بين الطلاب الذين يتعرضون للتحقيق، يتعرض طالب ناشط لعقوبة اثر لصقه ملصقات تحمل صور أمناء الجامعة مع عبارة “مطلوب”. في حين يواجه رئيس ناد أدبي عقوبة لمشاركته في استضافة معرض فني يناقش احتلال الحرم الجامعي. كل هذه الأنشطة تثير الجدل حول حرية التعبير في الحرم الجامعي.

في حالة مريم علوان، زعمت التحقيقات بأن مقالها غير الموقع دعا إلى تقليل العلاقات الأكاديمية مع إسرائيل، مما عرّض زملاءها “لسلوك غير مرحب به” بناءً على دينهم أو قوميتهم.

ردود الفعل والقلق الطلابي

أعربت مريم، الطالبة الأميركية من أصل فلسطيني، عن إحباطها من اعتبار عباراتها “تمييزية” بسبب تركيزها على فلسطين. وأشارت إلى أن هذه الاتهامات جعلتها تشعر بالخوف من التعبير عن آرائها، وتخفيض رغبتها في الكتابة حول الموضوع.

أخبرت اللجنة مريم أن العقوبات المحتملة قد تتراوح بين تحذير بسيط والطرد، مما أثار قلقاً واسعاً بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، الذين يرون أن هذه التحركات تعكس ضغوطات سياسية على الجامعة.

التأثيرات السياسية

يثير “مكتب المساواة المؤسسية” مخاوف كبيرة، حيث اتهم البعض الجامعة بالاستسلام للضغط الحكومي بعد تهديدات الرئيس السابق دونالد ترمب بخفض التمويل. تعترف إيمي غرير، محامية تمثل الطلاب المتهمين، بأن هذه التحقيقات تمت بضغط سياسي لقمع حرية التعبير الجامعية.

في إطار زيادة الضغوط المالية، حذرت وكالات فيدرالية الجامعة من احتمال قطع 51 مليون دولار من العقود الممنوحة لها. في ذات السياق، أصدرت الجامعة بياناً تؤكد فيه عدم وجود مكان للعنف أو الترويج له في حرمها الجامعي.

سرية الإجراءات التأديبية

تعمل اللجنة التأديبية بشكل سري، حيث تتطلب من الطلاب توقيع اتفاقيات عدم الإفصاح قبل عرض المواد عليهم. معظم الطلاب الذين خضعوا للتحقيقات أشاروا إلى ضغوط للإدلاء بمعلومات عن زملائهم، ما أثار جدلاً حول الشفافية في هذه الإجراءات.

على الرغم من الضغوط، يبدو أن حركات الطلاب المؤيدة لفلسطين تنتعش من جديد، حيث اشترك طلاب من كولومبيا في احتجاجات متعددة، مما يعكس التصعيد في المنظومة الأكاديمية. مؤخراً، شهدت كلية بارنارد أحداثاً حيث احتل الطلاب مباني احتجاجاً على طرد زملائهم، ما أدى لاعتقال عدد منهم.

اقرأ أيضا

اخترنا لك