الأربعاء 26 مارس 2025
spot_img

“جافلين” في قبضة روسيا.. كيف تحولت المساعدات الغربية إلى غنائم حربية؟

في تطور جديد يعكس واقع المعارك المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، زعمت وسائل الإعلام الروسية أن موسكو أصبحت تمتلك عددًا أكبر من صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات مقارنة بالجيش البريطاني بأكمله، وهو ما يثير تساؤلات حول مصير الأسلحة الغربية التي زُوِّدت بها أوكرانيا، حيث تُشير التقارير إلى فقدان كميات كبيرة منها خلال المواجهات العسكرية.

يُعد صاروخ جافلين (FGM-148 Javelin) واحدًا من أكثر الأسلحة المضادة للدبابات تطورًا في الترسانة الغربية، وهو من إنتاج شركتي رايثيون (Raytheon) ولوكهيد مارتن (Lockheed Martin) الأمريكيتين. ومنذ بداية الصراع، زودت الولايات المتحدة وحلفاؤها أوكرانيا بآلاف الصواريخ من هذا الطراز، إلا أن التقارير الميدانية تشير إلى أن القوات الروسية تمكنت من الاستيلاء على كميات كبيرة من هذه الصواريخ خلال المعارك، خصوصًا في المناطق التي شهدت انسحابات أوكرانية سريعة، مما أدى إلى تحول بعض من أحدث الأسلحة الغربية إلى جزء من الترسانة الروسية.

تحذيرات بريطانية

حذر مصدر عسكري بريطاني من التراجع السريع في مخزونات الأسلحة المتطورة التي قدّمها حلف الناتو إلى أوكرانيا. وأشارت التقارير إلى أن القوات الأوكرانية تستخدم صواريخ “جافلين” و”NLAW” بكثافة، ولكن دون تحقيق الاستفادة القصوى منها، مما أدى إلى استنزاف المخزون العسكري الغربي بشكل ملحوظ.

تواجه أوكرانيا تحديات تكتيكية في تطبيق عقيدة القتال الغربية، إذ تشير التقارير إلى أن بعض الجنود الأوكرانيين يفضلون الاستراتيجيات السوفيتية التقليدية، متجاهلين التكتيكات العسكرية التي يتبعها الناتو. ونتيجة لذلك، فقدت القوات الأوكرانية العديد من المواقع لصالح الجيش الروسي، الذي تمكن من الاستيلاء على مستودعات مليئة بالأسلحة الغربية.

فقدان الأسلحة واستحواذ روسي

ما يثير القلق أن القوات الأوكرانية تُخلّف وراءها مكثفات صواريخ “جافلين” القابلة لإعادة الاستخدام، والتي تبلغ تكلفة الواحدة منها نحو 100,000 دولار، دون إدراك إمكانية إعادة تحميلها والاستفادة منها مجددًا. وقد استغلت روسيا هذه الثغرات، حيث تمكنت من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة الغربية المهجورة.

نقل الأسلحة إلى إيران

لم تفوت وسائل الإعلام الروسية الفرصة للسخرية من الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، إذ يُزعم أن روسيا قد نقلت بعض الأسلحة الغربية المستولى عليها إلى إيران بغرض تحليلها وإجراء هندسة عكسية عليها. هذه المزاعم تُشير إلى أن التكنولوجيا العسكرية المتقدمة قد تكون في طريقها إلى دول أخرى خارج الصراع.

إمدادات غربية ضخمة وتأثيرها

تلقت أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022 أكثر من 12,000 صاروخ “جافلين” من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في حين يمتلك الجيش البريطاني حوالي 9,000 صاروخ فقط. وتوضح هذه الأرقام حجم الدعم العسكري الكبير الذي قُدّم لكييف، لكنه يثير أيضًا تساؤلات حول كفاءة استخدام هذه الأسلحة في ساحة المعركة.

مع استمرار الحرب، يظل السؤال المطروح هو مدى قدرة أوكرانيا على الحفاظ على السيطرة الفعالة على الأسلحة التي تتلقاها من الغرب. وبينما تستمر الإمدادات العسكرية في التدفق، فإن فقدان جزء منها لصالح روسيا يمثل تحديًا استراتيجيًا كبيرًا لحلف الناتو وحلفائه.

التطورات التكنولوجية في أنظمة “جافلين”

تمثل صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات واحدة من أكثر الأنظمة تطورًا في العالم، حيث تم تصميمها لضمان أقصى فعالية وسلامة للمشغل. وقد شهد هذا النظام تطورات كبيرة منذ التسعينيات، حيث خضعت نماذجه المختلفة لتحسينات مستمرة في الدقة والقدرة على استهداف الدبابات من الأعلى، حيث تكون حمايتها أقل.

أحدث النماذج، مثل “FGM-148F”، مزود برأس حربي متعدد الاستخدامات، مما يجعله فعالًا ضد الدبابات والأفراد والتحصينات. كما تم تطوير وحدة الإطلاق “CLU” لتكون أخف وزنًا وأكثر كفاءة، مما يتيح سهولة استخدامها في العمليات العسكرية المختلفة.

أهمية “جافلين” في الصراعات الحديثة

أثبتت صواريخ “جافلين” فعاليتها في عدة نزاعات سابقة، مثل أفغانستان والعراق، حيث تمكنت من تحييد المركبات المدرعة بدقة عالية. وفي الحرب الأوكرانية، لعبت دورًا حاسمًا في استهداف الدروع الروسية. ومع استمرار الصراع، ستظل هذه الأسلحة عنصرًا حاسمًا في ميزان القوى بين الطرفين.

مع تواصل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يظل فقدان الأسلحة الغربية أحد أبرز القضايا المثيرة للقلق، خاصة مع إمكانية إعادة استخدامها أو نقلها إلى جهات أخرى. وبينما تواصل الدول الغربية دعم أوكرانيا، فإن التحدي الأكبر يكمن في ضمان الاستخدام الفعّال لهذه الأسلحة ومنع وقوعها في أيدي الخصوم.

اقرأ أيضا

اخترنا لك