الإثنين 21 يوليو 2025
spot_img

تيمبست البريطانية: مقاتلة شبحية لضرب عمق أراضي العدو

spot_img

“تيمبست” البريطانية.. تصميم لضربات في عمق أراضي العدو؟

تشير الدلائل الأولية إلى أن المقاتلة البريطانية الجديدة “تيمبست” صُممت خصيصًا لمهام تتجاوز حدود العمليات التقليدية، وتتوغل في عمق مناطق العدو، فما هي القدرات التي تجعلها مؤهلة لذلك؟ وما هي التكنولوجيا التي تعتمد عليها؟

حجم “تيمبست” وقدراتها

أول ما يلفت الانتباه في “تيمبست” هو حجمها الضخم، وهو ما يظهر بوضوح عند رؤية نموذج بالحجم الطبيعي في مصنع “بي إيه إي سيستمز” بالقرب من بريستون.

هذا الحجم الكبير يعكس طموحات المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان في بناء طائرة شبحية أسرع من الصوت، قادرة على حمل كميات كبيرة من الوقود والأسلحة.

البرنامج العالمي للقتال الجوي

تهدف الدول الثلاث إلى إدخال “تيمبست” الخدمة في المملكة المتحدة بحلول عام 2035، وذلك بموجب اتفاقية “البرنامج العالمي للقتال الجوي” (GCAP).

يؤكد خبراء “بي إيه إي” أن الحجم الحالي للنموذج يكاد يكون مطابقًا للحجم النهائي للطائرة، مما يعني أن “تيمبست” ستكون منصة ضخمة بكل المقاييس.

مهام طويلة المدى

الحجم الأكبر يعني خزانات وقود أكبر، وبالتالي مدى أطول وحمولات أكبر من الأسلحة. كما يتيح الحجم إمكانية تخزين الأسلحة داخليًا، مما يقلل من فرص اكتشافها بالرادار.

تتميز “تيمبست” بقدرتها على الاتصال بطائرات أخرى، وطائرات بدون طيار، وقوات برية، وأقمار اصطناعية، مما يجعلها منصة قيادة وتحكم متكاملة.

“تيمبست” في مواجهة روسيا والصين

كل هذه الميزات تشير إلى أن “تيمبست” صُممت لمهام طويلة المدى في عمق أراضي العدو، حيث قد يكون الاتصال بالقاعدة الرئيسية صعبًا أو مستحيلاً.

في سيناريو افتراضي لحرب بين الناتو وروسيا، يمكن لـ”تيمبست” أن تنطلق من مطار بريطاني، وتتجه إلى روسيا دون أن تُكتشف، وتدمر الدفاعات الجوية المعادية، ثم تعود أدراجها.

وبالمثل، يمكن للطيارين اليابانيين استخدام “تيمبست” لشن غارات في عمق البر الرئيسي الصيني في أي صراع مستقبلي في المحيط الهادئ.

مدى الطيران دون تزود بالوقود

يشدد قادة المشروع على أهمية أن تكون “تيمبست” قادرة على عبور المحيط الأطلسي دون الحاجة إلى التزود بالوقود جوًا، وهو إنجاز لم تحققه أي مقاتلة تابعة لسلاح الجو الملكي من قبل.

تمتلك طائرة “تايفون” نصف قطر قتالي يبلغ نحو 860 ميلاً بخزان وقود واحد، بينما يبلغ نصف قطر قتال “إف-35-إيه” نحو 680 ميلاً.

حاجة لمدى طيران استثنائي

يؤكد محللون أن “تيمبست” ستحتاج إلى مدى طيران استثنائي، لأن تزويد الطائرات بالوقود في الجو يعرضها للخطر، حيث يمكن للعدو تعقب وتدمير الناقلة.

لذا، فإن وجود كمية وقود داخلية كافية لقطع مسافات طويلة جدًا والبقاء في الجو لفترات طويلة أمر ضروري لنجاح مهام “تيمبست”.

فريق “تيمبست” وشراكاته

تُعد “بي إيه إي” جزءًا من “فريق تيمبست”، وهي شراكة بين وزارة الدفاع والصناعة، تضم أيضًا “رولز رويس”، و”إم بي دي إيه”، و”ليوناردو” الإيطالية.

منذ عام 2023، توحدت جهود المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان لتطوير الطائرة، حيث يركز الفريق البريطاني على تطوير نظام تهوية يغذي محركات “تيمبست” بالهواء، وهو أمر حيوي لتقليل البصمة الرادارية للطائرة.

دور “تيمبست” في القتال

في حال نشوب صراع بين روسيا وبريطانيا، يُرجح أن تُستخدم “تيمبست” في مهاجمة الدفاعات الصاروخية أرض-جو والقواعد الجوية الروسية.

وبعد القضاء على التهديد الجوي، يمكن لـ”تيمبست” أن تلعب دورًا في التفوق الجوي أو الدعم الأرضي، حيث يُتوقع أن تكون قادرة على إطلاق ترسانات هائلة من الأسلحة المتفجرة على أهدافها.

قدرات تسليحية هائلة

من المتوقع أن تحمل “تيمبست” حمولات “أكثر من 30 طنًا” مقارنة بـ 23 طنًا لطائرة “تايفون”، أي ما يفوق ما حملته قاذفات “لانكستر” في الحرب العالمية الثانية.

ستعمل “تيمبست” أيضًا كمركز اتصالات جوي، حتى في حال انقطاع الاتصال بالقواعد العسكرية في بريطانيا، مما يجعلها نقطة اتصال مركزية للطائرات المسيرة والصواريخ الصديقة والقوات البرية والأقمار الاصطناعية.

قلب الشبكة في بيئة معزولة

يؤكد خبراء “بي إيه إي” على ضرورة أن تكون “تيمبست” قادرة على العمل في نطاقات بعيدة، حيث قد تتعرض الاتصالات للتشويش، لذلك يجب أن تكون قادرة على العمل في بيئة معزولة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك