الأحد 19 يناير 2025
spot_img

توقيف أوس سلوم: تفاصيل حول “عزرائيل صيدنايا”

أثارت قضية أوس سلوم، المعروف بلقب “عزرائيل صيدنايا”، ضجة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي بعد تداول صور وفيديوهات له وهو موقوف، في وقت متزامن مع شهادات مؤلمة عن ممارساته الوحشية داخل السجون السورية. يأتي هذا في ظل إعلان غرفة عمليات “ردع العدوان” القبض عليه، متهمًا بارتكاب جرائم قتل وتعذيب ضد العديد من السجناء في البلاد.

تم القبض على سلوم خلال عمليات تفتيش جرت في عدة مناطق من حمص، بحثًا عن “فلول الأسد”، ما أدى إلى موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول نشطاء مقاطع تثبت عملية الاعتقال.

أوس سلوم: ماضٍ مظلم

وُلد أوس سلوم في ريف حمص، وتحديدًا في قرية القبو، وهي منطقة معروفة بولائها الشديد لنظام بشار الأسد خلال سنوات الثورة السورية. بدأ مسيرته في العمل الأمني ضمن قوات النظام، وتُشير الشهادات إلى أنه تميّز بوحشيته الفائقة.

أطلق المعتقلون على سلوم لقب “عزرائيل صيدنايا”، بسبب أساليبه القاسية في التعذيب والإعدام داخل سجن صيدنايا، الذي أُطلق عليه لقب “المسلخ البشري”. ووفقًا لمصادر إعلامية، كان سلوم مسؤولًا عن إعدام أكثر من 500 معتقل بطرق وحشية، تضمنت استخدام قطع الباطون لسحق رؤوسهم.

شهادات مرعبة

يتحدث العديد من المعتقلين السابقين عن وحشية سلوم، حيث لم يتردد في استخدام أنواع من العنف تتجاوز الحدود المعقولة لفرض السيطرة وبث الرعب بين السجناء.

كما تداول الناشطون مقطع فيديو للمعارض السوري مازن حمادة، وهو يتذكر تجربته مع “عزرائيل”. في هذا الفيديو، يقول حمادة إن هذا السجان كان يصل إلى السجناء في المستشفى ليلاً، موضحًا: “كان يسأل: من يريد دواء؟”، متحدثًا عن تخويف الناس والتعامل معهم بعنف.

حكايات مؤلمة

في الفيديو، يروي حمادة كيف أن أحد الرجال من الغوطة واجه سلوم، الذي رد بالقول: “حكمت المحكمة الإلهية عليك بالموت”، ثم اعتدى عليه بعنف شديد. كان هذا الشعور باليأس والرعب يسيطر على المعتقلين، الذين عانوا الكثير تحت وطأة التعذيب.

وبعد موت حمادة تحت التعذيب، تم العثور على جثمانه في مستشفى عسكري عقب سقوط النظام. هذا الحادث يكشف عن الفظائع والانتهاكات التي ارتكبت في السجون، وبالتحديد في سجن صيدنايا، بينما لا يزال مصير آلاف المعتقلين والمخفيين قسريًا في البلاد مجهولاً.

في أعقاب سقوط نظام الأسد، قامت الفصائل المعارضة بفتح السجون وإطلاق سراح المعتقلين، مما أدى إلى كشف النقاب عن الجرائم التي ارتكبت في أقبية السجون، وتواصل التحقيقات في وجود المقابر الجماعية التي خلفتها سنوات الصراع. بينما يبقى مصير العديد من الضحايا وشهداء التعذيب غامضًا حتى اليوم.

اقرأ أيضا

اخترنا لك