اتفقت مصر والكويت على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث تلقت الكويت دعوة رسمية من الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور “القمة العربية” المقرر انعقادها في القاهرة في الرابع من مارس المقبل. سلم الدعوة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي لأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خلال زيارة رسمية له.
اجتماع مع أمير الكويت
استقبل أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، رئيس الوزراء المصري مدبولي في الديوان الأميري الكويتي (قصر بيان) بحضور رئيس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح وسفير مصر لدى الكويت أسامة شلتوت. وقد أثنى الشيخ مشعل على دور مصر التاريخي في دعم الكويت، مشيرًا إلى أن بلاده استفادت من هذا الدعم منذ بداية نهضتها.
وبحسب بيان لمجلس الوزراء المصري، أعرب الشيخ مشعل عن توافق رؤية البلدين تجاه القضايا الراهنة في المنطقة وسبل تحقيق الأمن والاستقرار، مؤكدًا أن استقرار مصر يعني استقرار الكويت. كما وجه أمير الكويت حكومته لتعزيز التعاون مع مصر في المجالات ذات الاهتمام المشترك وزيادة الاستثمارات.
دعم الاستثمارات
أكد مدبولي حرص بلاده على دعم المستثمرين الكويتيين وتحفيزهم للدخول في استثمارات جديدة تسهم في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية. وأعرب عن تقدير مصر للدعم الكويتي المستمر، مشيرًا إلى أهمية الإصلاحات الداخلية التي تتبناها الكويت.
في سياق متصل، تطرق ولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في لقائه مع مدبولي إلى أهمية التعاون المشترك في مختلف القضايا، مثنيًا على دور مصر في دعم قضايا الأمة العربية وابتكارات الرئيس السيسي التي من شأنها تعزيز التضامن العربي.
تحديات إعادة الإعمار
أبرز الشيخ صباح خالد أهمية تكاتف الجهود لتحقيق مصلحة الأمة العربية، مشيرًا إلى ضرورة تقديم مصر خطتها لإعادة إعمار غزة بما يحقق حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا على ضرورة وجود رؤية موحدة في هذا الشأن خلال القمة العربية المقبلة.
تُعقد القمة العربية في القاهرة بالتزامن مع تطورات القضية الفلسطينية، حيث تكتسب هذه القمة أهمية خاصة عقب طرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب مقترحًا مثيرًا للجدل حول قطاع غزة، والذي قوبل برفض عربي ودولي.
مصر تدعم حقوق الفلسطينيين
شدد مدبولي خلال القمة على دعم مصر الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً حقه في الاستقلال على حدود 4 يونيو وعاصمته القدس الشرقية. ولفت إلى أهمية توحيد الموقف العربي من خلال جهود الرئيس السيسي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
في جلسة محادثات رسمية مع الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، أكد مدبولي أهمية تعزيز التعاون التجاري بين مصر والكويت بما يساهم في تعزيز العلاقات السياسية بين البلدين. دعا أيضًا إلى زيادة التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات الكويتية في مصر.
إصلاحات اقتصادية وإجراءات جديدة
استعرض مدبولي جهود الحكومة المصرية في مجال الإصلاح الاقتصادي وأهميتها في تحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية. وأوضح أن البرنامج الاقتصادي يهدف إلى رفع نسبة الاستثمارات الخاصة إلى 65% من إجمالي الاستثمارات الكلية، مشيرًا إلى أن النسبة الحالية تصل إلى 60%.
تسعى الحكومة المصرية لجذب مزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال توفير فرص استثمارية مهمة، وذلك عبر تسهيل الإجراءات مثل منح “الرخصة الذهبية” للمشروعات ذات الأولوية. كما ناقش تأثير الأزمات الإقليمية على الاقتصاد المصري، خصوصًا على إيرادات قناة السويس.
آثار الأزمات الإقليمية
قدّر الرئيس المصري خسائر قناة السويس الناجمة عن الاضطرابات الملاحية في العام الماضي بنحو 7 مليارات دولار، وأشار إلى انخفاض إيرادات القناة بنسبة 63% خلال الربع الأول من العام المالي الحالي بسبب الأزمات الجيوسياسية في المنطقة.
