أعلن كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها، يوم السبت، عن تبني “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي”، وذلك خلال ختام النسخة الثانية من المؤتمر الدولي الذي أقيم في مكة المكرمة مؤخراً. ويأتي هذا الإعلان في إطار اعتماد خطة استراتيجية لتنفيذ وثيقة “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”.
عقد المؤتمر تحت عنوان “نحو مؤتلفٍ إسلاميٍّ فاعِل” على مدى يومين، بمشاركة ممثلين عن 90 دولة، وبمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مما يعكس أهمية الحدث في تعزيز الحوار بين المذاهب الإسلامية.
موقف دعم فلسطين
جدّد العلماء والمفكرون في البيان الختامي للمؤتمر دعمهم لصمود الشعب الفلسطيني، مجددين الرفض القاطع لمشاريع التهجير والتدمير. طالبوا كذلك المجتمع الدولي بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، مؤكدين على تشكيل وفود من علماء الوثيقة للتأكيد على الجهود العالمية لنصرة القضية الفلسطينية.
كما تم تدشين “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي”، والتي أعدها مركز الحماية الفكرية بوزارة الدفاع السعودية، حيث قام 60 عالماً بإعداد محتواها الذي يتضمن نحو 1800 صفحة. وقد حظيت الموسوعة بتقييم من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية وعدد من الأعضاء في مجمع الفقه الإسلامي.
أسس العمل المشترك
قرر المؤتمرون اعتبار “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” بمبادئها الـ 28 نقطة انطلاق للعمل الإسلامي المشترك، سواءً على المستوى العلمي أو الفكري. وعلق المشاركون أهمية تعزيز التآخي بين الشعوب الإسلامية.
كما أعلنوا تبني “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي” وبدء العمل على نشرها في الأوساط العلمية والفعاليات الدولية. تضمن التبني أيضاً اعتماد خطة تنفيذية لوثيقة “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” بهدف تعزيز العلاقات بين المذاهب.
تعديل اللجنة التنسيقية
أقر المؤتمرون أيضاً تعديل مسمى “اللجنة التنسيقية” ليصبح “المجلس التنسيقي بين المذاهب الإسلامية”، حيث سيتولى المجلس مسؤولية العمل على تفعيل بنود الوثيقة والإشراف على البرامج والمبادرات المنبثقة عنها.
كما اتفقوا على إطلاق جائزة سنوية تُمنح للأفراد والمؤسسات التي تسهم في تحقيق أهداف الوثيقة، مشددين على أهمية احترام التنوع الإسلامي والتعامل مع الخلاف ضمن الأطر الإسلامية القائمة على أدب الخلاف.
ضرورة الوحدة
أكد العلماء والمفكرون عزمهم على المضي قدماً نحو تحقيق طموحات وثيقة المؤتمر، التي تستند إلى أسس الأخوة وتضامن المسلمين وفقاً لمبادئ الإسلام. وقد وصفوا الوثيقة بأنها خطوة نحو تعزيز العمل المشترك الفعّال، معلنين التزامهم بالعمل على تحقيق فكر إسلامي معتدل.
كما أعرب المشاركون عن شكرهم للخادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان على دعمهم المستمر للإسلام والمسلمين، والذي يساهم في تعزيز التضامن بين مكوّنات الأمة. وقد شارك في تلاوة البيان الختامي عدد من العلماء البارزين من مختلف الدول الإسلامية، مما يبرز أهمية هذا المؤتمر في تعزيز الحوار والتعاون بين المذاهب الإسلامية.