استمرّت حركة “حماس” في توصيل رسائلها إلى إسرائيل خلال عمليات تسليم الأسرى، وذلك عن طريق رفع لافتات وتعزيز التنظيم والخطابات. وقد شهدت منطقة بني سهيلا بمحافظة خان يونس، اليوم (الخميس)، مشهد تسليم جثث عدد من الأسرى الإسرائيليين، حيث تضمن التسليم رسائل جديدة في الشكل بينما ظلّ المضمون على حاله.
وفي إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، قامت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، بتسليم أول دفعة من جثث الأسرى، والتي تشمل أربعة إسرائيليين، بينهم أم وطفلاها، الذين قُتلوا بنيران القوات الإسرائيلية، كما أعلنت الحركة.
خصوصية منطقة التنسيق
تتمتع منطقة بني سهيلا خصوصية تامة، حيث تعرضت لاقتحام الجيش الإسرائيلي بحثاً عن جثث الإسرائيليين، ولكن دون جدوى على مدار أربعة أشهر.
وقد تم وضع جثث الأسرى في توابيت سوداء، تحمل كل منها معلومات وصوراً للضحايا، ووُضعت فوق منصة تحمل صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مُعبرةً عنه بمصطلح “مصاص دماء”.
وجاء في عبارة “حماس”: “قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهيونية”.
تسليم وسط حضور عسكري
قاد عملية تسليم الجثث قائد المنطقة الشرقية في “كتائب القسام”، الذي تم الإعلان عن مقتله خلال الحرب، بينما حضر أيضًا قائد “الكتيبة الشمالية”، المستهدف من قبل الاحتلال.
جاءت الاحتفالية مصحوبة بحضور فلسطينيين فقدوا أطرافهم خلال الحرب، بالإضافة إلى أسرى محررين من المعتقلات الإسرائيلية.
رسائل مشفرة
ورُفعت لافتة تجسد شخصية يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، وتضمنت عبارة “عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت” باللغة العبرية والإنجليزية، في إشارة واضحة إلى مصير الأسرى الإسرائيليين في حالة تجدد الصراع.
منذ أكثر من أسبوعين، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات لتأخيره إطلاق المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
عبارات تحمل معاني عميقة
وعلّقت “حماس” لافتة تحمل عبارة “ما كنّا لنغفر أو ننسى، وكان الطوفان موعدنا”، في رد على رسالة سابقة لإسرائيل. حيث تشير الحركة إلى “طوفان الأقصى” كاستجابة للجرائم الإسرائيلية المستمرة.
كما قدمت البيانات عن ضحايا الحرب، حيث كانت إحدى اللافتات تحت عنوان “النازية الصهيونية في أرقام”، واحتوت على إحصائيات مفصلة لعدد الشهداء المدنيين، الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي وبيانات عن المجازر التي ارتكبت في مختلف المناطق، مع توضيح أعداد الضحايا من النساء والأطفال.
كمائن للقسام
وقد عُرضت لافتة أخرى تتعلق بـ “كمين الفراحين”، حيث صرحت “حماس” بأن الكمين ليس مجرد نزهة بل محرقة، في إشارة إلى العمليات العسكرية التي شاركت فيها “كتائب القسام”.
الكمين الأول وقع في 12 فبراير 2024، حيث أسفر عن قتل قائد “الكتيبة 630 احتياط” ومجموعة من الجنود. بينما الكمين الثاني الذي وقع في 5 أغسطس من نفس العام أدى إلى إصابات جسيمة في صفوف القوات المتوغلة.