تسجل الحكومة اللبنانية الجديدة، برئاسة نواف سلام، مشاركة ملحوظة للنساء، حيث تصل نسبة تمثيلهن إلى 20%، وذلك من خلال تولي خمس وزارات من أصل 24 وزارة. يُعتبر هذا التقدم خطوة إيجابية نحو تعزيز حقوق المرأة في لبنان، لكنه لا يزال غير كافٍ بحسب الآراء النسوية.
مشاركة ملحوظة
وزيرات الحكومة الجديدة هن لورا الخازن لحود في وزارة السياحة، تمارا الزين في وزارة البيئة، حنين السيد في وزارة الشؤون الاجتماعية، ريما كرامي في وزارة التربية والتعليم، ونورا بيرقدريان في وزارة الشباب والرياضة.
وزيرة البيئة
تمتلك تمارا الزين دكتوراه في الكيمياء الفيزيائية من جامعة الألزاس، وتعمل كأمينة عامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية. قدمت العديد من المساهمات في مجال البحث العلمي وتنمية الموارد البشرية.
عملت الزين كأستاذة وباحثة في فرنسا لمدة عشر سنوات، ثم عادت إلى لبنان في عام 2013.
وزيرة التربية
تمثل ريما كرامي، ابنة طرابلس، فئة الأكاديميات البارزات، حيث تشغل منصب أستاذة مشاركة في جامعة بيروت، وهي حاصلة على دكتوراه في التربية من جامعة بورتلاند.
تترأس كرامي اللجنة التنفيذية لشبكة المعلومات التربوية العربية ولديها خبرة واسعة في تقديم استشارات للمدارس في لبنان.
وزيرة الشؤون الاجتماعية
تعتبر حنين السيد خبيرة في التنمية البشرية والحماية الاجتماعية، وقد قادت في مكتب البنك الدولي في بيروت العديد من البرامج لمواجهة الأزمات المالية والاجتماعية منذ بدء الأزمة الاقتصادية.
وزيرة الشباب والرياضة
نورا بيرقدريان، أستاذة من أصول أرمينية، تشغل رئاسة قسم العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، وتقدم أيضًا محاضرات في الجامعة الأميركية في بيروت.
وزيرة السياحة
لورا الخازن لحود، نائبة رئيس مهرجان البستان الدولي، تعد ناشطة في المجالات السياسية والإدارية، وتتمتع بخلفية أكاديمية قوية.
آراء الناشطات
تشير الناشطة النسوية عبير شبارو إلى أن نسبة تمثيل النساء في الحكومة الجديدة تُعدّ تقدماً ملحوظاً مقارنة بالحكومات السابقة، إلا أن هذا التمثيل لا يتماشى مع المعدلات العالمية في هذا المجال.
وتضيف شبارو أن الأحزاب السياسية تتحمل مسؤولية غياب النساء عن المناصب الوزارية، وتأمل في أن تكون الوزيرات قادرات على تعزيز الصوت النسائي في السياسات العامة.
تغيير المجتمع
بدورها، تبرز الناشطة علياء عواضة أهمية وجود النساء في الحكومة لتحقيق التغييرات الضرورية في المجتمع. لكن عواضة تعطي الأولوية لمعيار الكفاءة بغض النظر عن الجنس، معتبرة أن لبنان يمتلك العديد من النساء الكفوءات المؤهلات لتولي المناصب القيادية.
وتؤكد عواضة على ضرورة تمثيل النساء في عملية اتخاذ القرار، خاصة في ظل الأزمات المتعاقبة التي يمر بها لبنان، مشددة على أن النساء يجب أن يُتَاح لهن دور في وضع خطط النهوض بالبلاد.
تاريخ المشاركة النسائية
للمرة الأولى، أدخل رئيس الحكومة السابق عمر كرامي النساء في مجلس الوزراء عام 2004، وكان عدد الوزيرات خلال الحكومات اللبنانية السابقة محدودًا، حيث مثلت النساء في 9 حكومات من أصل 77 حكومة. وكان الحضور الأكبر للنساء في حكومة حسان دياب عام 2020، حيث ضمت 6 وزيرات.
ووفقاً للباحث محمد شمس الدين، فإن وجود واحدة من النساء في حكومة نجيب ميقاتي الأخيرة يعكس استمرار التحديات في تمثيل النساء في السلطة، رغم الكفاءات المتاحة.
