وضعت الكوادر الهندسية المصرية الخطط الأولية لإعادة إعمار قطاع غزة، حيث تركزت الجهود على توفير إيواء مؤقت للسكان كأولوية قصوى لحين الانتهاء من إنشاء مساكن دائمة. كما تشمل الخطط استخدام تقنيات بناء عصرية لتسريع عملية الإعمار، إضافة إلى إعادة تدوير الأنقاض الناتجة عن المباني المهدمة وتحويلها إلى مواد بناء صالحة للاستخدام.
وفي تصريحات لـ”الشرق الأوسط»، أكد نقيب المهندسين المصريين، طارق النبراوي، أن “خطة متكاملة ستُقدم إلى الحكومة المصرية بعد الانتهاء من وضعها”.
ندوة لمناقشة الإعمار
نظمت نقابة المهندسين المصرية، يوم الأحد، ندوة خاصة تحت عنوان “إعادة إعمار غزة… دور الهندسة والمهندسين”، حيث تم الإعلان عن تشكيل “لجنة استشارية” لإعداد دراسات حول آليات البناء في القطاع. وتستهدف اللجنة أيضًا تلقي مقترحات ودراسات من الخبراء المصريين من جميع التخصصات الهندسية.
وذكر النبراوي خلال كلمته في الندوة أن “إعادة إعمار غزة ليست مجرد مشروع هندسي، بل هي واجب وطني وقومي وإنساني”، مشيرًا إلى التزام النقابة بدعم جهود الدولة المصرية في إعادة إعمار غزة ومواجهة أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني.
استجابة للدعوات الدولية
تستعد مصر، ضمن جهود عربية، لوضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، استجابة لدعوة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لاستضافة الفلسطينيين. وتتجه الأنظار أيضًا نحو “القمة العربية الطارئة” المقررة في القاهرة بتاريخ 4 مارس لمناقشة التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن الرؤية المصرية تعكس أهمية إعادة إعمار غزة مع بقاء الفلسطينيين في أراضيهم. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية الصين وانغ يي، حيث أكّد عبد العاطي أن “الخطة المصرية تحظى بدعم عربي واسع”.
استراتيجية شاملة لإعادة الإعمار
وأوضح النبراوي أن استراتيجية النقابة تتضمن عدة مراحل، تهدف إلى بناء مجتمع يتمتع بحياة كريمة لمواطني القطاع. وتشمل تلك الاستراتيجية معالجة الأضرار الواسعة، وتوفير المتطلبات الأساسية، بما في ذلك الإيواء المؤقت، حتى يتم الانتهاء من بناء المساكن الدائمة وتطوير المرافق العامة مثل المدارس والمستشفيات.
وأشار النقيب إلى أهمية “استخدام تقنيات البناء الحديثة” لتسريع عملية الإعمار وتخفيف التكاليف، بالإضافة إلى إعادة تدوير الأنقاض وتحويلها إلى مواد بناء قابلة للاستخدام مجددًا.
تعاون مع الخبراء الفلسطينيين
في تصريحات أدلى بها النبراوي لـ”الشرق الأوسط»، ذكر أن اللجنة الاستشارية تعمل حاليًا على دراسة المقترحات المتعلقة بإعادة إعمار غزة، والتي ستتحول إلى خطة علمية متكاملة تُرفع للحكومة المصرية. ويجري التنسيق أيضًا مع الخبراء الفلسطينيين، بما في ذلك نقابة المهندسين الفلسطينية في القدس، لمشاركة المعرفة والخبرات.
كما كانت الندوة شاهدة على مشاركة واسعة من مسؤولين حكوميين، كما تحدث مساعد الرئيس المصري للمشروعات الاستراتيجية، المهندس إبراهيم محلب، مؤكّدًا على قدرة المهندس المصري على تجاوز التحديات والتوصل إلى حلول مبتكرة. وشدد وزير الري على أن “قدرات مصر وكفاءاتها ستكون عاملًا حاسمًا في نجاح خطة إعمار غزة”.
تحديات كبيرة في طريق الإعمار
حضر الندوة عدد من الخبراء الفلسطينيين، حيث قال الدكتور زاهر كحيل، رئيس المجلس الفلسطيني لإعادة إعمار غزة، إن “الخطة التي تعدها نقابة المهندسين المصرية يجب أن تكون مرجعًا للحكومات الداعمة في عملية الإعمار”. ونوّه المهندس إبراهيم الهندي، رئيس جمعية المعماريين الفلسطينيين، إلى أن “الوضع في غزة يوضح حجم الدمار الهائل، مما يجعل مهمة إعادة الإعمار تتطلب جهودًا مضاعفة”.