تصاعدت وتيرة التوترات في منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، بعد هجوم مسلح هو الأقسى منذ سنوات، والذي يشير إلى تجدد الصراع الذي كاد يتفرق عام 2019. حيث أسفر الاعتداء عن مقتل 26 سائحاً وإصابة آخرين بالقرب من بلدة باهالغام، في وادي بيساران السياحي التابع لكشمير الهندية.
وعلى الرغم من عدم توجيه السلطات الهندية اتهاماً مباشراً لجهة معينة في هذا الهجوم، إلا أنها اعتبرته هجوماً إرهابياً واتخذت خطوات عقابية ضد باكستان. التهديدات العسكرية الهندية أثارت قلقاً واسعاً في باكستان، وفقاً لما أفادت به صحيفة “نيويورك تايمز”.
تاريخ النزاع في كشمير
ترجع جذور الصراع في كشمير إلى عام 1947، عندما قسمت بريطانيا الهند إلى دولتين: باكستان ذات الغالبية المسلمة والهند ذات الغالبية الهندوسية. كان وضع إقليم كشمير معقداً؛ إذ كان حاكمه الهندوسي يرفض الانضمام لأي من الدولتين، ولكن بعد فترة توافق على الانضمام للهند، مما أدى إلى اندلاع أولى الحروب بين البلدين وتقسيم الإقليم، دون أن يتم حسم وضعه القانوني حتى اليوم.
منذ ذلك الحين، نشبت ثلاث حروب بين الهند وباكستان بسبب كشمير، إلى جانب حوادث العنف المتكررة، بما في ذلك عمليات مسلحة وتفجيرات. تُعتبر حرب عام 1999 من أبرز محطات النزاع، إلا أن التفجير الانتحاري في عام 2019 الذي أودى بحياة أكثر من 40 جندياً هندياً كاد يفتح أبواب الحرب الشاملة بعد اتهام نيودلهي لجماعة “جيش محمد” المدعومة من باكستان بتنفيذه.
صراع بلا حل
على الرغم من جهود الوساطة الدولية ومحاولات التهدئة، إلا أن المواقف remained stalemate. الهند تتهم باكستان بدعم الانفصاليين، بينما تطالب إسلام آباد باستفتاء دولي يمنح الكشميريين حق تقرير مصيرهم. ومع استمرار هذا الجمود، يتصاعد القلق الدولي من تفاقم الأزمة، خاصة في ظل حيازة كلا البلدين للأسلحة النووية.
في عام 2019، أقدمت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على إلغاء الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به إقليم جامو وكشمير، مما أسفر عن موجة من الاحتجاجات وفرض حكم مركزي مُشدد، والقيود على الحريات، بالإضافة إلى قطع الاتصالات واعتقال العديد من الأفراد، وسط إدانات من قبل باكستان ومخاوف دولية.
تدهور الوضع الأمني
رغم تراجع العنف في الآونة الأخيرة واستئناف الانتخابات في بعض المناطق، إلا أن الإجراءات الأمنية المشددة استمرت في إشعال الغضب الشعبي، سواء في كشمير الهندية أو في المنطقة التي تديرها باكستان، حيث برزت احتجاجات تعكس الاستياء الواسع من الأوضاع الحالية.
تجدد المخاوف من الحرب
ومع تصاعد التوتر عقب الهجوم المسلح الأخير، تتزايد المخاوف من اندلاع صراع مفتوح بين القوتين النوويتين، لتصبح كشمير مرة أخرى على شفير الانفجار. في خضم الاتهامات المتبادلة والاستعدادات العسكرية، يبدو أن النزاع يتجاوز نطاقه الجغرافي ليشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي بشكل عام.