اتهم السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، مصر بخرق اتفاقية السلام بين البلدين، مما أثار ردود فعل واسعة في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية.
اتهامات غير مسبوقة
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن لايتر قد وجه اتهاماً غير مسبوق لمصر خلال اجتماع مع منظمات يهودية، حيث وصف الأوضاع بالقول: “لفترة طويلة غضضنا الطرف، لكن الأمر مستمر”، مشيراً إلى وجود قواعد عسكرية في سيناء تُستخدم فقط للعمليات الهجومية.
أوضحت الصحيفة أن الفيديو الذي تم فيه نشر هذه التصريحات تم حذفه لاحقاً، خشيةً من رد فعل مصر، وسط تحذيرات تتعلق بالتحركات العسكرية المصرية في شبه جزيرة سيناء.
إظهار القدرات العسكرية
جاءت تصريحات لايتر بعد نشر الجيش المصري فيديو يظهر فيه القدرات العسكرية الحديثة للقوات المسلحة، والتي تشمل أعدادًا كبيرة من الدبابات والطائرات المقاتلة والمروحيات والسفن الحربية، وفقاً لتقارير من صحيفة “معاريف”.
وفي هذا السياق، أشاد العقيد المتقاعد إيلي ديكل، الضابط السابق بالإستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بمدى تعزيز الوجود العسكري المصري في سيناء، مشيراً إلى زيادة عدد الدبابات بشكل كبير.
تغيرات على الأرض
وكشفت صور الأقمار الصناعية عن تغييرات في توزيع القوات المصرية، مما جعل أجهزة الأمن الإسرائيلية تتبنى صورة مقلقة عن التطورات في المنطقة.
تصريحات لايتر جاءت خلال اجتماع مغلق مع منظمات يهودية، في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد للاجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد تم تسريب التصريحات عبر مقطع فيديو نشر يوم الجمعة قبل أن يُحذف من الإنترنت.
دعوات للتركيز على الانتهاكات
قال لايتر: “توجد قواعد عسكرية تُبنى يمكن استخدامها في عمليات هجومية، وهذا يعد انتهاكاً واضحاً للاتفاق”، مؤكدًا أهمية أن يتم طرح هذه المواضيع على الطاولة في وقت قريب.
في السياق، نشر “مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى” تصريحات لايتر الكاملة، فيما تم التأكيد على أنها تعود إلى أواخر يناير الماضي، قبل أن يُحذف الفيديو من الإنترنت اعتباراً من الإثنين.
تحذيرات من تزايد التوتر
وذكرت “معاريف” أن هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤول إسرائيلي رفيع بشكل مباشر مصر بانتهاك اتفاق السلام من خلال تعزيزاتها العسكرية في سيناء، بينما اعتبرت بعض الدوائر الإسرائيلية الأمر تطوراً يستدعي الانتباه.
من جهة أخرى، أعرب يوفال شتاينيتس، رئيس هيئة تطوير الأسلحة الإسرائيلي وزير الطاقة السابق، عن ضرورة مراقبة التعزيزات العسكرية المصرية بقلق، مشيراً إلى أن العلاقات مع مصر مستقرة حالياً، ولكنها قد تتأثر في حال ضعفت إسرائيل.
التوترات بين إسرائيل ومصر
جدير بالذكر أن تصريحات مشابهة صدرت عن السفير الإسرائيلي السابق في مصر، دافيد غوفرين، الذي اتهم أيضاً مصر بزيادة قواتها في سيناء وخرق المعاهدة.
امتد دور يحيئيل لايتر، الذي عُين سفيراً لإسرائيل في واشنطن خلال فترة ترامب، ليكون محل تساؤلات حول طبيعة التصريحات الأخيرة، خاصةً وأنه شخصية معروفة بمواقفها المؤيدة للاستيطان.
تتزامن هذه التطورات مع توترات متزايدة بين إسرائيل ومصر، لا سيما بعد الحرب الأخيرة، وما يرافق ذلك من حديث حول التواجد العسكري الإسرائيلي في محور “فيلادلفيا” واحتلال معبر رفح، إلى جانب الخطط المثيرة للجدل المتعلقة بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
