الأحد 16 مارس 2025
spot_img

تصاعد المعارك بين «بوكو حرام» و«داعش» في نيجيريا

تسارعت وتيرة المعارك في شمال شرقي نيجيريا بين فصيلين من جماعة “بوكو حرام”، أحدهما يبايع تنظيم “داعش” والآخر ما زال متمسكًا بولاءه لتنظيم “القاعدة”، وفقًا لتقارير أمنية محلية. وتشير المعلومات إلى أن هذه النزاعات قد أدت إلى خسائر فادحة في صفوف مقاتلي “داعش” خلال الأسبوعين الماضيين.

استعدادات المواجهة

ذكرت التقارير التي استندت إلى تصريحات خبراء ومصادر محلية، أن معارك عنيفة قد اندلعت قبل أسبوعين واستمرت، مما أسفر عن مقتل العشرات من مقاتلي تنظيم “داعش”. وقد حذر الخبراء من احتمال وقوع “مواجهة كبرى” سيكون لها تداعيات خطيرة على المدنيين في منطقة حوض بحيرة تشاد، التي تمتد عبر الحدود بين نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر.

أشارت التقارير إلى أن “جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد”، المعروفة باسم “بوكو حرام”، قد جمعت المئات من مقاتليها استعدادًا لمواجهة القوى الموالية لتنظيم “داعش” في غرب أفريقيا، التي بدورها قامت بحشد مقاتليها أيضًا استجابةً للمعركة المقبلة.

تحركات المسلحين

أكدت المصادر أن هناك حركة ملحوظة لعناصر من جماعة “بوكو حرام” تتجه نحو معاقل “داعش” في ولاية بورنو. وفي هذا السياق، صرح الخبير الأمني زاغازولا مكاما، أن مسلحين من “بوكو حرام” قد عبروا حوض بحيرة تشاد باستخدام قوارب قادمين من منطقتي لوكو ليبي وداراك الحدوديتين بين نيجيريا والكاميرون.

وأفاد المكاما بأن هؤلاء المقاتلين مدججون بالسلاح، ويتجهون نحو منطقة مارتي، حيث يعتقد أن أكبر معسكر تابع لتنظيم “داعش في غرب أفريقيا” يقع هناك، ويعتبر مركز قيادة التنظيم.

تفشي النزاع

تأتي هذه التطورات بعد انهيار مبادرات الوساطة المحلية لتحقيق “مصالحة” أو “هدنة” بين التنظيمين، حيث شهدت منطقة أبادام في ولاية بورنو تجدد القتال بعد فشل تلك المساعي. حدث آخر اشتباك بين الجانبين في 14 فبراير، قرب معسكرات “داعش” في تونبون جيني وتونبون علي، حيث هاجم مقاتلو “بوكو حرام” المعسكرات.

وتكبدت قوات “داعش” خسائر كبيرة خلال المعارك التي دارت جزءًا منها داخل المسطحات المائية الكثيرة في المنطقة، والتي تُعتبر واحدة من أكبر المناطق الرطبة في أفريقيا.

توقعات الاقتتال

يحذر الخبراء من اتساع نطاق الاقتتال نحو مناطق جديدة، لا سيما منطقة كوكَوا في نيجيريا، حيث تزايدت الأنشطة العسكرية لمقاتلي “بوكو حرام” ضد معاقل “داعش”. وهذا الصراع المستمر منذ عام 2016، عندما أعلن فصيل من “بوكو حرام” ولاءه لــ”داعش”، أطلق منافسة شرسة بين التنظيمين من أجل السيطرة على المنطقة الغنية بالموارد.

على مر السنوات، شهدت المنطقة صراعات عنيفة، حيث يسعى كل تنظيم لتعزيز نفوذه على المساحات الاستراتيجية. بينما عادت “بوكو حرام” مؤخرًا لتستعيد بعض الأراضي التي كانت تحت سيطرة “داعش”.

المعاناة الإنسانية

يجري التنافس بين التنظيمين في ظل معاناة السكان المحليين، حيث تشير التقارير إلى هجوم شنه عناصر من “بوكو حرام” في يناير، أسفر عن مقتل 40 مزارعًا تتهمهم الجماعة بدفع إتاوات لصالح “داعش” لمواصلة زراعة أراضيهم.

الجهود الإقليمية

في خضم هذا الصراع، تشكلت قوة عسكرية إقليمية مشتركة تضم نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين، بهدف القضاء على خطر الإرهاب. وقد أكدت هذه الدول على نجاح عملياتها العسكرية، حيث صرح الجنرال كريستوفر غوابين موسى، رئيس أركان الدفاع النيجيري، بأن القضاء على الإرهاب “مسألة وقت”.

وقد أفاد الجنرال بأن أكثر من 120 ألف عضو من عناصر التنظيم الإرهابي قد استسلموا منذ بدء العمليات المشتركة، بينهم 60 ألف طفل كانوا يجندون في المعارك. ومع ذلك، لا تزال الهجمات الإرهابية مستمرة، حيث يسيطر الإرهابيون على بعض المناطق في نيجيريا دون تدخل فعال من القوات العسكرية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك