تشهد ألمانيا تصاعدًا في حالات الغضب والانتقادات الموجهة للحكومة بسبب تكرار جرائم يرتكبها لاجئون وطالبو لجوء، وذلك تزامنًا مع اقتراب موعد الانتخابات العامة. تتزايد المخاوف من عدم قدرة الحكومة، برئاسة المستشار أولاف شولتز، على التعامل مع هذه القضايا بشكل فعال.
جرائم متتالية
تسليط الضوء على الحادثة الأخيرة التي وقعت في ماغدبورغ خلال عطلة عيد الميلاد، حيث أقدم لاجئ سعودي مطلوب من السلطات السعودية على تنفيذ جريمة، تعيد تسليط الأضواء على الوضع الأمني في البلاد. وأثار هذا الحادث قلقًا متجددًا بعد جريمة أخرى في بلدة أشافنبورغ في بافاريا، حيث نفذ طالب لجوء أفغاني جريمة طعن ضد طفل وراشد تدخلا لحماية مجموعة من الأطفال.
تفاصيل الجريمة تظهر أن إنعام الله، الشخص الذي نفذ الهجوم، طعن طفلًا يبلغ من العمر عامين ورجلًا في سن الـ41 تدخل للدفاع عن الأطفال. الجريمة وقعت في حديقة عامة أثناء مرور أطفال روضة مع معلميهم، وقد أسفرت عن إضافة جرحى آخرين. وبفضل سرعة الاستجابة، تمكنت الشرطة من القبض على الجاني بعد فترة قصيرة من الهجوم.
استبعاد فرضية الإرهاب
أظهرت التحقيقات الأولية عدم وجود أدلة تشير إلى دافع الإرهاب وراء الجريمة. إذ عثر المحققون في مكان إقامة إنعام الله على أدوية تتعلق بحالة عقلية. وقد أكد وزير داخلية ولاية بافاريا، يواكيم هيرمان، عدم وجود أدلة تؤكد التطرف الإسلامي، مشيرًا إلى تاريخ المشتبه به المليء بمشكلات نفسية منذ وصوله إلى ألمانيا في نوفمبر من العام السابق.
على الرغم من أن طلب لجوئه قد رُفض، إلا أنه لم يتم تنفيذ عملية ترحيله، حيث تلقى السلطات رسالة من إنعام الله بأنه سيغادر طواعية، لكنه لم يلتزم بذلك. يذكر أن هذا الشخص له سجل إجرامي سابق، حيث تم القبض عليه ثلاث مرات على الأقل بسبب أعمال عنف.
تكرار الحوادث
نقل الإعلام عن شهادة لاجئة أوكرانية عاشرت إنعام الله، حيث أشارت إلى أنه قام بإصابة صديقتها بسكين في حوادث سابقة. كما أفاد آخرون بأنه كان يتعاطى المخدرات، مما أثر سلبًا على سلوكياته في المسكن.
وعبر المستشار شولتز عن استيائه من تكرار مثل هذه الحوادث، مؤكدًا ضرورة التحرك السريع لفهم أسباب استمرار وجود هؤلاء الأفراد في ألمانيا. ومع اقتراب الانتخابات، تزايدت الانتقادات للحكومة بسبب فشلها في التعامل مع هذه التحديات.
ردود الأفعال السياسية
أثارت الحادثة استياءً كبيرًا في الأوساط السياسية، حيث اتهمت بعض الأحزاب الحكومة بعدم الكفاءة في معالجة القضايا الأمنية. حيث وصف زعيمة حزب “البديل من أجل ألمانيا”، أليس فايدل، الحادثة بأنها تتطلب إعادة ترحيل جماعي للاجئين الذين لا يستحقون البقاء.
كما دعا زعيم المعارضة، فريدريش ميرتز، إلى الحاجة لإجابات سياسية واضحة، مبرزًا أهمية معالجة مسائل الأمن الداخلي في الانتخابات المقبلة. ومن الجدير بالذكر أن ميرتز يتصدر استطلاعات الرأي كمرشح محتمل للمستشارية، ويشدد على ضرورة سياسة أكثر صرامة تجاه اللاجئين والمهاجرين.
انتقادات للحكومة
في نفس السياق، اتهم كريستيان ليندنر، زعيم الحزب الليبرالي، الحكومة بالفشل في مواجهة الجرائم، مما قد يؤدي إلى دعاوى لتغيير سياسي قبل الانتخابات. تعتبر هذه التحذيرات تصعيدًا في النقاش حول قضايا اللجوء والهجرة في ألمانيا، مع تصاعد المطالبات باتخاذ إجراءات حاسمة.