الثلاثاء 24 يونيو 2025
spot_img

تصاعد العنف السياسي في أمريكا بعد اغتيال نائبين

شهدت الولايات المتحدة يوم السبت الماضي تكراراً مقلقاً لحوادث العنف السياسي، وذلك باغتيال نائبة ولاية مينيسوتا، ميليسا هورتمان، وزوجها، إضافةً إلى محاولة اغتيال نائب آخر وزوجته في حادثتين منفصلتين. الحوادث تُبرز تصاعد وتيرة العنف السياسي الذي أصبح جزءاً من المشهد الأمريكي، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز».

تصريحات سياسية مخيفة

علق النائب الجمهوري ستيف سكاليز، والذي نجا من محاولة اغتيال في عام 2017، على الحادثة قائلاً: «أنباء مروعة». وفي سياق متصل، عبرت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، التي تعرض زوجها لاعتداء عام 2022، عن حزنها الشديد، بينما أشارت النائبة السابقة غابي غيفوردز، التي أصيبت برصاصة في الرأس، إلى رعب استهداف الأفراد بإطلاق النار.

كما أبدى شخصيات أخرى تضامنهم، منهم حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، الذي نجا من محاولة اعتداء، وحاكمة ولاية ميشيغان غريتشن ويتمير، التي كانت هدفاً لمؤامرة اختطاف في عام 2020. ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنه «لن يتم التساهل مع هذا العنف المروع».

تزايد حوادث العنف

خلال الشهور الثلاثة الماضية، شهدت البلاد موجات من العنف، بما في ذلك إضرام النار في منزل حاكم ولاية بنسلفانيا ومحاولة إطلاق النار على موظفي السفارة الإسرائيلية. بالإضافة إلى استهداف مقر الحزب الجمهوري في ولاية نيو مكسيكو. هذه الحوادث تشير إلى اضطراب متزايد في الحياة السياسية الأمريكية.

الهجوم على النائبة هورتمان وزوجها جاء بعد سلسلة من الحوادث القاتلة في البلاد، مما يشير إلى تصاعد العمل الإجرامي. ولم يعد العنف السياسي مقصورًا على أفراد، بل بات يمثل تهديدًا حقيقيًا للمؤسسات وأفرادها.

تصاعد التوترات السياسية

يعبّر النائب غريغ لاندسمان من ولاية أوهايو عن قلقه من احتمال تعرضه لعنف خلال الفعاليات الانتخابية، حيث قال: «في كل مرة أشارك، أفكر في احتمال أن أكون الضحية». هذا الشعور بالتوتر يتكرر بين العديد من المسؤولين الذين يعانون من أجواء سياسية متوترة وعنيفة.

جاءت محاولات تقليل العنف والتهديدات إلى القادة السياسيين في إطار بيانات الإدانة الرسمية التي أدانها القادة من كلا الحزبين، مشددين على ضرورة توفير حماية أكبر لهم. السيناتور تشاك شومر حذر من أن مجرد الإدانة لا تكفي، مطالباً بجهود ملموسة لضمان حماية الديمقراطية.

العنف كجزء من الطبيعة السياسية

تاريخ العنف السياسي في الولايات المتحدة طويل، حيث شهدت أحداث تراجيدية عبر التاريخ، بما في ذلك اغتيال عدد من الرؤساء. لكن اليوم، تزايدت حالات العنف والتحريض السياسي بصورة لم يسبق لها مثيل، مما يُشكل تحديًا حقيقيًا للديمقراطية وقيم المجتمع.

مع تغير المناخ السياسي، يرى العديد أن العنف أصبح جزءًا من الحياة السياسية اليومية ومن ثقافة النقاش، مما يستدعي مراجعة شاملة للخطابات والأفعال من كافة الأطراف للتخفيف من حدة التوترات. هذا الواقع يشكل مستقبل الديمقراطية الأمريكية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك