تصاعدت التساؤلات السياسية في اليمن عقب التهديد الأخير للحوثيين باستئناف الهجمات على السفن في البحر الأحمر، مما يثير تكهنات حول رد فعل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حيال الجماعة المدعومة من إيران. ويعتبر الخبراء أن هذه التهديدات تشير إلى نمط تصعيد قد يتطلب استجابة أكثر حزماً من واشنطن.
ردود الفعل المتوقعة
يرى العديد من السياسيين اليمنيين أن الحوثيين قد يتعرضون لرد فعل أمريكي قوي إذا قاموا بتنفيذ تهديداتهم. تأتي هذه الرؤية في ظل مزاعم الحوثيين بأنهم ينقذون الفلسطينيين ويحققون أهدافًا دفاعية، مما قد يحفز الإدارة الأمريكية على اتخاذ خطوات أكثر تصعيداً.
في هذا السياق، أشار زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، إلى إمكانية العودة لمهاجمة السفن بعد أربعة أيام إذا لم تسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك في إطار اتفاقية وقف إطلاق النار التي تم إعلانها مؤخراً.
التصعيد والسيناريوهات
توقع العديد من الخبراء أن الرد الأمريكي سيكون أقوى هذه المرة، حيث قد يشمل الدعم العسكري للقوات اليمنية. وفشلت خريطة الطريق التي تسعى لتسوية النزاع بسبب التوترات المتزايدة، مما قد يؤدي إلى نهاية الاتفاقات السابقة.
يعتبر البراء شيبان، الباحث في المعهد الملكي البريطاني، أن واشنطن قد تزيد من وتيرة الضغوط عبر ضربات عسكرية، فضلاً عن فرض رقابة شديدة على التعاملات المالية مع الحوثيين، بما في ذلك نقل النفط الذي يعتمدون عليه. وتشير التوقعات إلى أن التصعيد الحوثي قد يعيق تحقيق خريطة الطريق السياسية التي تم الشروع فيها منذ عام 2022.
التوجهات الأمريكية
من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر أن تشمل الاستجابة الأمريكية ضربة جوية وبحرية على الأهداف الحوثية، بالإضافة إلى زيادة العقوبات الاقتصادية التي تستهدف القدرات العسكرية للجماعة. ويرى الطاهر أن فشل الاتفاقات السابقة سيحث واشنطن على زيادة دعمها للقوات الشرعية اليمنية.
وأشار الباحث رماح الجبري إلى أن الحوثيين قد يسعون إلى استغلال أي تدخل عسكري من قبل إسرائيل أو القوى الغربية لتصوير ذلك على أنه عدوان، مما قد يعزز موقفهم الداخلي أمام أتباعهم.
التهديدات الأمريكية
في رد واضح على الوضع، صرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، بأن بلادها ستتخذ إجراءات حاسمة ضد الحوثيين إذا استمروا في تنفيذ هجمات تهدد الأمن الإقليمي. وأعلنت أيضاً أن الولايات المتحدة تعتزم زيادة الضغط على إيران، مما قد يعزز من جهود مكافحة الأنشطة الحوثية الإرهابية.
وأشارت إلى أهمية تعزيز آلية التفتيش والتحقق لأية شحنات إمدادات تتجه إلى الحوثيين لضمان الالتزام بالقرارات الدولية. وبذلك، يتضح أن إدارة ترمب تأخذ تهديدات الحوثيين بعين الاعتبار، مما يشير إلى مرحلة جديدة من التصعيد في العلاقات الأمريكية الحوثية.
التداعيات الاقتصادية
من الجدير بالذكر أن الحوثيين قد قاموا بمهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، مما أدى إلى تراجع حركة الملاحة في المنطقة بشكل كبير. ورغم الضغوط الغربية، فإن الهجمات الحوثية لم تؤثر بشكل كبير على البنى العسكرية الإسرائيلية، لكن لها آثار سلبية على الاقتصاد، خاصة للاقتصادات المرتبطة بقناة السويس.
تظهر هذه التطورات أن المواجهة في البحر الأحمر لا تزال تتطور، مما يعكس النظرة الشاملة للولايات المتحدة تجاه التهديدات الحوثية ويبقي على الساحة اليمنية تحت المراقبة.