تستمر أزمة التعليم في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) في التفاقم، حيث أرغم إضراب المعلمين للمطالبة بزيادة رواتبهم أكثر من 15 ألف طالب على التسرب من مدارسهم في النصف الأول من العام الدراسي الحالي، وفق إحصاءات حديثة.
رغم أن الحكومة صرفت الرواتب المتأخرة للمعلمين لشهري نوفمبر وديسمبر، يبقى الإضراب مستمراً، مما أدى إلى توقف العملية التعليمية في مدينة تعز والمناطق الريفية التابعة للحكومة الشرعية.
مطالب المعلمين
يجدد المعلمون مطالبهم بتحسين رواتبهم التي لا تتجاوز 50 دولاراً شهرياً، في ظل الارتفاع المتزايد في أسعار السلع وتدهور قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي تم منحه لبعض المحافظات.
تشير مصادر تعليمية إلى أن محافظتي عدن ومأرب قد أقرتا صرف حوافز شهرية للمعلمين تعادل الرواتب، لكن هذه المبادرة لم تشمل محافظة تعز أو بقية المحافظات التي تفتقر للموارد المحلية، مما يعمق الأزمات بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المناطق.
تسرب الطلاب
وفقاً لمنظمة “ألف” لدعم وحماية التعليم، تزايدت تداعيات إضراب المعلمين وانقطاع الرواتب في تعز، حيث تم تسجيل أكثر من 15,300 حالة تسرب خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي. ويعتبر هذا الرقم مقدماً قبل بدء الإضراب المفتوح، مما يعكس حجم الأزمة.
أعلن نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، عن تنظيم فعالية لمناقشة الأزمة، تركز على تأثير الإضراب على الطلاب ومستقبل التعليم. تهدف الفعالية أيضاً إلى استكشاف الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب وتأثيرها على المعلمين.
الحاجة لحلول مستدامة
يتطلع القائمون على الفعالية لإيجاد حلول مستدامة تعزز استمرار التعليم في الأوقات الصعبة، كما يسعون لمعالجة أسباب تسرب الأطفال من المدارس. تم توجيه الدعوة للجميع، بما في ذلك نقابة المعلمين والجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة في هذه المناقشات.
مع تفاقم الأوضاع، ذكرت منظمة اليونيسيف في منتصف عام 2024 أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات الصراع المستمر. وشددت المنظمة على أهمية الاستثمار في التعليم لتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
آثار النزاع
أكدت اليونيسيف أن النزاع المستمر قد ألحق أضرارًا بالغة بالنظام التعليمي، تأثيرًا على فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم. فقد دمرت أو تضررت أكثر من 2,916 مدرسة نتيجة الحرب، مما يعكس الأزمات التي تعاني منها العملية التعليمية في اليمن.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه الهيكل التعليمي تحديات جديدة، حيث يعاني أكثر من ثلثي المعلمين (حوالي 172 ألف معلم) من عدم انتظام الرواتب منذ عام 2016، مما دفع العديد منهم للبحث عن مصادر دخل بديلة بعيداً عن التعليم.