الخميس 27 مارس 2025
spot_img

تزايد الفوضى والملل العالمي من سياسات ترمب

تشير شبكة “سي إن إن” الأميركية إلى عودة حالة الفوضى السياسية في الولايات المتحدة، حيث بدأ العالم يشعر بـ”الملل” من قيادة الرئيس دونالد ترمب “المتهورة”. تسلط الشبكة الضوء على سلسلة من القرارات المتناقضة والنهج غير المستقر، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي والسياسي للبلاد.

التعريفات الجمركية المتناقضة

في خطوة غير متوقعة، قام ترمب بفرض تعريفات جمركية عقابية على كندا والمكسيك، ليُفاجئ المراقبين بعد ذلك بتجميد هذه الرسوم على السيارات لمدة شهر. ويبدو أنه أدرك، كما أشارت التوقعات، أن تأثير تلك الرسوم قد يُفقد صنعته في مجال السيارات.

الأسبوع الماضي، عقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماعًا مع ترمب في المكتب البيضاوي لتوقيع صفقة تتعلق بالمعادن النادرة، والتي وصفها الرئيس الأميركي بـ”الانتصار”. لكن الأمور تعقدت بشكل غير متوقع عندما تطالب نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بإخراج زيلينسكي من البيت الأبيض، مما دفع القادة الأوروبيين للعمل على تصحيح هذا الموقف المحرج.

عدم اليقين الاقتصادي

يعمل الملياردير إيلون ماسك، مستشار ترمب، على إقالة الموظفين “بلا تمييز” ويدعو لإلغاء بعض الوكالات الحكومية، مما يزيد حالة عدم اليقين بين المواطنين والصناعات التي تعتمد على الدعم الحكومي. هذه التحركات قد تؤدي إلى ضعف الاقتصاد الأميركي وزيادة تعرضه للصدمات.

على الرغم من الطاقة الكبيرة التي أظهرها ترمب في بداية ولايته الثانية، إلا أن عدم وجود خطة واضحة لتحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية بات واضحًا. ويبدو أن العالم أصبح “معلقًا” على أهواء ترمب وفق ما وصفت “سي إن إن”.

التحديات الدبلوماسية

تتزايد حيرة حلفاء الولايات المتحدة بشأن توجهات ترمب. فعلى سبيل المثال، انتقد الرئيس الأميركي كندا بسبب عدم كفاية الجهود لوقف تدفق مخدر “الفنتانيل”، بينما تشكل الكميات المتواجدة عبر الحدود نسبة ضئيلة جدًا.

ترمب يسعى أيضًا إلى نقل بعض الصناعات من كندا إلى الولايات المتحدة، مما يدفع المسؤولين الكنديين إلى الاعتقاد أنه يحاول إضعاف اقتصادهم لتحقيق أهدافه. الخبراء يؤكدون أن استراتيجية الضغط هذه يجب أن تكون مدروسة بعناية لتحقيق النتائج المرجوة.

الفوضى كنقطة قوة

تعتبر الفوضى إحدى السمات البارزة في سياسة ترمب، حيث يتبع نهج التأثير الشخصي وتحقيق مفاجآت غير متوقعة كوسيلة لجذب الانتباه والدعم. ومع ذلك، يبدو أن هذا النهج يتجاهل مصالح الدول الحليفة.

في سياق مواز، حذرت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم من أنها قد تبحث عن شركاء تجاريين بدلاء، بينما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن العالم تغير جذرياً منذ عودة ترمب إلى الحكم.

التأثير على الدولار

تشير التحليلات إلى أن سياسة ترمب قد تؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار في الأسواق الدولية، حيث يشير بعض المستثمرين إلى تزايد الاهتمام بأسواق بديلة بعيدة عن الولايات المتحدة في ظل هذه التقلبات السياسية.

فرص الابتعاد عن الهيمنة الأميركية، عبر تنمية علاقات تجارية مع دول مثل الصين، قد تزداد. كما أن إجراءات ترمب قد تدفع حلفاء الولايات المتحدة إلى إعادة التفكير بمصالحهم، رغم الاستثمارات الكبيرة التي قاموا بها على مدار سنوات طويلة لتعزيز العلاقات مع واشنطن.

اقرأ أيضا

اخترنا لك