حذرت هيئة حقوقية تابعة للأمم المتحدة اليوم (السبت) من أن زيادة العنف والخلافات السياسية في جنوب السودان تهدد استقرار عملية السلام الهشة، وذلك في أعقاب اعتقالات طالت مسؤولين متحالفين مع نائب رئيس البلاد.
اعتقالات واحتجاجات
هذا الشهر، قامت قوات أمن موالية للرئيس سلفاكير بإلقاء القبض على وزيرين وعدد من كبار المسؤولين العسكريين المرتبطين برئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ريك مشار، وفقًا لوكالة “رويترز”.
تثير الاعتقالات قلقًا بشأن مستقبل اتفاق السلام الذي أُبرم في عام 2018، والذي أنهى حربًا أهلية دامت خمس سنوات وأسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص.
دعوات لإعادة التركيز
وأكدت ياسمين سوكا، رئيسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، في بيان لها: “نشهد تراجعًا مثيرًا للقلق من شأنه أن يمحو التقدم الذي تحقق بشق الأنفس، ويتعين على القادة إعادة التركيز بشكل عاجل على عملية السلام ودعم حقوق الإنسان”.
تأتي هذه الأحداث بعد اشتباكات دامية وقعت في الأسابيع الأخيرة في بلدة الناصر الاستراتيجية شمال البلاد، حيث دارت معارك بين القوات الوطنية وميليشيا “الجيش الأبيض”، التي تتكون غالبيتها من أفراد قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.
ردود فعل الحكومة
أوضح المتحدث باسم الحكومة، ميخائيل ماكوي، أن الاعتقالات جاءت بسبب مخالفة هؤلاء المسؤولين للقانون. وحذر ماكوي من أي محاولات للإخلال بالنظام.
“أعلنت مرارًا أن بلادنا لن تعود إلى الحرب. لا ينبغي لأحد أن يأخذ القانون بيده، وأؤكد أن الحكومة التي أقودها ستتعامل مع هذه الأزمة. سنبقى ثابتين في مسار السلام.” — الرئيس سلفاكير
— حكومة جنوب السودان (@SouthSudanGov) March 8, 2025
اتهامات متبادلة
واتهم ماكوي القوات الموالية لمشار بالتعاون مع “الجيش الأبيض” في مهاجمة ثكنة عسكرية قرب الناصر في الرابع من مارس. بينما نفى حزب مشار هذه الاتهامات.
من جهة أخرى، أفادت وكالة المخابرات التابعة لجهاز الأمن الوطني بأنها ألقت القبض على عدة أشخاص يُشتبه في ارتباطهم بالمواجهات العسكرية في الناصر وبلدة قريبة، دون ذكر عدد المحتجزين أو هويتهم.
الهجوم على مروحية الأمم المتحدة
كما أعلنت حكومة جنوب السودان أمس الجمعة عن مقتل جنرال وعشرات الجنود إثر تعرض طائرة هليكوبتر تابعة للأمم المتحدة لهجوم أثناء محاولتها إجلاءهم من الناصر.