في تصعيد حاد تجاه الأزمة الأوكرانية، قلّص الرئيس الأميركي دونالد ترمب المهلة الممنوحة لروسيا للموافقة على وقف إطلاق النار إلى عشرة أيام أو أسبوعين فقط، معربًا عن “خيبة أمله الشديدة” من استمرار الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية.
مهلة زمنية جديدة
أكد ترمب للصحافيين خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا، أنه كان “سخيًا” بمنح موسكو 50 يومًا حتى 2 سبتمبر (أيلول) لوقف القتال قبل فرض عقوبات ثانوية.
وأضاف ترمب: “لم نر تقدمًا يُذكر، وأشعر بخيبة أمل شديدة من الرئيس بوتين. لذا سأقلص هذه الفترة إلى مهلة جديدة تتراوح بين عشرة أيام أو 12 يومًا بدءًا من اليوم”.
محادثات السلام المتعثرة
وعن محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، أعرب ترمب عن استيائه من استمرار الهجمات الروسية، قائلاً: “ظننا أننا حسمنا الأمر مرات عديدة، ثم يخرج الرئيس بوتين ويبدأ بإطلاق الصواريخ على مدينة ما، مثل كييف، ويقتل كثيرًا من الناس”.
واستنكر ترمب وقوع ضحايا مدنيين، مضيفًا: “تنتشر الجثث في كل مكان في الشوارع. وأقول إن هذه ليست الطريقة الصحيحة”.
تهديد بعقوبات إضافية
يذكر أن ترمب كان قد صرح في 14 يوليو (تموز) بأن روسيا ستواجه عقوبات ورسومًا جمركية إضافية إذا لم توقف القتال في أوكرانيا بحلول 2 سبتمبر (أيلول).
وأشار إلى أنه سيفرض رسومًا جمركية “ثانوية” بنسبة 100% تستهدف الدول الأخرى التي تتعامل تجاريًا مع روسيا، بهدف زيادة الضغط على الاقتصاد الروسي.
تصعيد عسكري روسي
تأتي هذه التصريحات بعد ساعات من إطلاق روسيا أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ فوق أوكرانيا، ما استدعى تدخل القوات الجوية الأوكرانية وإعلان قيادة العمليات البولندية نشر طائرات مقاتلة في الجو.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن روسيا أطلقت 324 طائرة مسيّرة هجومية وتمويهية من طراز “شاهد”، بالإضافة إلى صواريخ كروز وصواريخ باليستية، فيما أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية 309 طائرات مُسيَّرة وصاروخين كروز.
تداعيات اقتصادية محتملة
يثير الموعد النهائي الجديد الذي حدده ترمب مخاوف بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تتعامل تجاريًا مع روسيا، وهو ما قد يؤثر على مشتريات الصين والهند من الوقود الأحفوري.
ويرى محللون أن هذه العقوبات قد تجبر دولًا مثل الهند على التخلي عن النفط والغاز الروسيين، مما يؤدي إلى انخفاض عائدات الكرملين بنحو 20%، وهو ما يكفي لزعزعة الاقتصاد الروسي.
تحركات أميركية حاسمة
أشار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إحباط ترمب ورفضه انتظار أي خطوات من روسيا لإنهاء الحرب، مؤكدًا أن ترمب “لن ينخرط في محادثات لا نهاية لها حول مزيد من المحادثات”.
وأضاف روبيو أن واشنطن قد تتخذ خطوات حاسمة، مستشهدًا بالضربات الأميركية السابقة على المنشآت النووية الإيرانية كإجراء مماثل جاء بعد إنذار نهائي.
الدبلوماسية المستقبلية
من المقرر أن يلتقي ترمب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في الخريف، وسط ترقب لموقف الصين تجاه الأزمة الأوكرانية.
ويرى مراقبون أن الصين لا تريد أن تخسر روسيا الحرب، ولكنها لا تريد لها الفوز أيضًا، مما قد يخلق أرضية مشتركة بين ترمب وشي، وكذلك بين ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي يزداد تأييده لأوكرانيا.