السبت 17 مايو 2025
spot_img

ترمب يهدد الدنمارك بسبب غرينلاند في مكالمة نارية

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في مكالمة هاتفية مثيرة مع رئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن، جديته في الاستحواذ على غرينلاند، وفقاً لمصادر أوروبية رفيعة. تفاصيل المحادثة، التي استمرت 45 دقيقة، تكشف عن تدهور العلاقات بين الجانبين.

تفاصيل المكالمة

خلال المكالمة، أكدت فريدريكسن أن غرينلاند، التي تُعتبر جزءاً مستقلاً من مملكة الدنمارك، ليست للبيع. وذكرت أن أميركا تُظهر اهتماماً كبيراً بالجزيرة، وفقاً لتقارير صحيفة “فايننشيال تايمز”.

وكشف خمسة مسؤولين أوروبيين بارزين، مطلعين على تفاصيل المكالمة، أن الحوار كان متوتراً، حيث واجه ترمب رئيسة الوزراء بشكل عدواني بعد تأكيدها عدم رغبة الدنمارك في بيع غرينلاند، على الرغم من اقتراحها التعاون في مجالات القواعد العسكرية واستغلال الموارد المعدنية.

توتر العلاقات عبر الأطلسي

أضاف أحد المسؤولين أن “الموقف كان مروعاً”، في حين وصف آخر ترمب بأنه كان “حازماً للغاية”، مشيراً إلى أن تلك التصريحات تجعل من الصعب تجاهل الوضع. تثير هذه التفاصيل مخاوف إضافية بشأن العلاقات عبر الأطلسي، في وقت يضغط فيه ترمب على الحلفاء للتخلي عن أراضٍ استراتيجية.

بدأ ترمب ولايته الثانية بالتفكير في الاستحواذ المحتمل على غرينلاند وقناة بنما وكندا. على الرغم من أمل بعض المسؤولين الأوروبيين بأن تكون تعليقاته حول غرينلاند مجرد حيلة تفاوضية، فإن المكالمة مع فريدريكسن بددت هذه الآمال، وأدت إلى تفاقم أزمة السياسة الخارجية مع حلفاء الناتو.

ردود فعل الدنماركيين

شدد شخص مطلع على المكالمة على أن “النية كانت واضحة تماماً”، وذكر أن “الدنماركيين في وضع أزمة”. من ناحيته، وصف مسؤول دنماركي سابق المكالمة بأنها “صعبة للغاية”، حيث هدد ترمب بتدابير محددة ضد الدنمارك، بما في ذلك فرض رسوم جمركية.

في السياق، أوضح مكتب رئيس الوزراء الدنماركي أنه “لم يعترف بالتفسير الذي قدمته مصادر غير معروفة” للمحادثة. غرينلاند، التي تضم 57 ألف نسمة، تُعتبر بوابة جديدة لطرق الشحن البحري في القطب الشمالي، وتمتلك موارد معدنية غنية رغم صعوبة الوصول إليها.

موقف البيت الأبيض

من جهته، أشار متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى أن ترمب أوضح أن “سلامة غرينلاند وأمنها يمثلان أهمية كبيرة لأميركا”، في ظل الاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها كل من الصين وروسيا في منطقة القطب الشمالي.

وأضاف المتحدث أن “الرئيس ملتزم ليس فقط بحماية المصالح الأمريكية في القطب الشمالي، بل أيضاً بالعمل مع غرينلاند لضمان الرخاء المتبادل بين البلدين”.

تهديدات ترمب

في يناير، هدد ترمب بفرض رسوم على الدنمارك إذا عارضته بشأن غرينلاند، كما لم يستبعد استخدام القوة العسكرية للسيطرة على الجزيرة. في مؤتمر صحافي، شدد على أن الدنمارك يجب أن تتخلى عن أي حقوق قانونية لها في الجزيرة “لأننا بحاجة إليها للأمن القومي”.

من جانبه، أكد موتي إيجيدي، رئيس وزراء غرينلاند، مراراً أن سكان الجزيرة يسعون للاستقلال بدلاً من الانتماء للجنسية الأمريكية أو الدنماركية، لكنه أبدى ترحيبه بالاهتمام الأمريكي في مجالات التعدين والسياحة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك