تتابع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية تأثير الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أثناء فترة ولايته الثانية، مشيرةً إلى التحولات السريعة التي تحدث على مستوى النظام العالمي، والتي تترك آثاراً واسعة النطاق تتجاوز الحدود الأمريكية.
تحركات سريعة وتأثيرات ممتدة
أكدت الصحيفة أن تحركات ترمب السريعة لتقليص حجم الحكومة الأمريكية والضغط على الحلفاء، مع إعادة توجيه الاقتصاد العالمي، تخلق تأثيرات تمتد من الشوارع الرئيسية في الولايات المتحدة إلى زوايا بعيدة من العالم.
وأشارت إلى أن جزءاً من هذا الاضطراب هو مقصود، حيث يسعى ترمب ونائبه الرئيس التنفيذي إيلون ماسك إلى تقليل سلطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغيرها من البرامج الفيدرالية، بجانب التراجع عن سياسات تغير المناخ والتنوع التي تبنتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
تحقيق الوعود الانتخابية
تسعى إدارة ترمب لتحقيق وعود الحملة الانتخابية بتقليص الإنفاق الحكومي ومكافحة ما يراه البعض “دولة عميقة” من البيروقراطيين.
وفي تعبير عن دعمها له، قالت لورا هيكي، سمسارة عقارات من مؤيدي الحزب الجمهوري: “أنا مؤيدة بنسبة 100% لكل ما فعله، نحن نتحمل الضرائب، ونقدم المال لدول أجنبية وننفق على أمور غير ضرورية.”
تأثيرات داخلية وخارجية
سلطت “وول ستريت جورنال” الضوء على تأثير قرارات ترمب الداخلية، بما في ذلك تجميد التمويل الفيدرالي، مما اضطر بعض المؤسسات التعليمية إلى البحث عن بدائل تمويلية وأدى إلى إغلاق بعض المراكز الصحية.
أما على الصعيد الخارجي، فقد تم إيقاف 18 طائرة هليكوبتر من طراز “بلاك هوك” في كولومبيا، كانت تستخدم في مكافحة المخدرات، بسبب نقص الوقود والصيانة الممولة من الولايات المتحدة.
قلق المسؤولين التنفيذيين
بينما كان عدد من المسؤولين التنفيذيين في حالة تفاؤل بشأن تخفيض الضرائب وتعزيز بيئة الأعمال، بدأ بعضهم يشعر بالقلق من الأوامر التنفيذية الغزيرة، مما أثار تساؤلات حول نوايا الإدارة.
علق قسطنطين ألكسندراكيس، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات “راسل رينولدز أسوشيتس”، على هذه التحولات قائلاً: “هل الإدارة تسبب المشاكل أم تحلها؟” مشيراً إلى عدم وضوح الموقف.
مخاوف الناخبين والمشرعين
أعرب بعض المشرعين الجمهوريين عن قلق الناخبين من الإجراءات المتزايدة في واشنطن، حيث تلقت مكاتبهم مكالمات شائكة من ناخبين قلقين بشأن الرسوم الجمركية والسياسات التجارية.
على سبيل المثال، أشار أحد الجمهوريين في مجلس النواب إلى تلقيه مكالمات توضح مخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على صناعات مختلفة، ومن بينها قطاع الغاز الطبيعي.
تزايد قلق الجمهور
وردت أعداد كبيرة من المكالمات إلى الكونغرس حول دور ماسك في إدارة الأمور، حيث أفادت السيناتورة الجمهورية ليزا موركوفسكي أن نظام الهاتف في مجلس الشيوخ شهد نحو 1600 مكالمة في الدقيقة، مقارنة بـ40 مكالمة في الظروف العادية، مما أثر على سير العمل بشكل كبير.
تظهر هذه الدلائل التشويش العام والقلق الذي ينذر بتحديات جديدة تواجه إدارة ترمب وسط تغييرات سريعة ومستدامة.