الأحد 16 فبراير 2025
spot_img

ترمب وماسك يخططان لإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية

كشف الملياردير إيلون ماسك، المشرف على دائرة الكفاءة الحكومية المعروفة بـ”دوج»، أن الرئيس السابق دونالد ترمب يعتقد بأنه ينبغي إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، مما يزيد من الجدل حول مستقبل الوكالة ومؤسسات التطوير الأميركية خلال ولاية ترمب المحتملة الثانية.

وفي مناسبة جمعته مع الرئيس المشارك السابق لـ”دوج» فيفيك راماسوامي والسيناتورة الجمهورية جوني إيرنست عبر منصة «إكس»، قال ماسك إنه ناقش هذا الأمر بتفصيل مع ترمب، الذي وافق على ضرورة إغلاق الوكالة. وأوضح ماسك: «سأكون واضحاً، استفسرت منه مراراً، فقال: نعم، يجب أن نغلقها»، مضيفاً أن وكالة التنمية الدولية «تحولت إلى مشكلة لا يمكن إصلاحها».

نظريات مؤامرة

في سياق متصل، وصف ماسك الوكالة بأنها «شريرة» و”وكر أفعى للماركسيين اليساريين المتطرفين الذين يكرهون أميركا». كما اعتبر الوكالة «منظمة إجرامية» تستوجب الإلغاء.

تصريحات ماسك جاءت بعد أن أكد ترمب للصحافيين أنه يعتقد أن الوكالة يديرها «مجانين متطرفون»، مشيراً إلى ضرورة إزالتهم من المنصب قبل اتخاذ قرارات جديدة حول الوكالة.

إغلاق المقر الرئيسي

وسط تسريبات بشأن دمج بعض العاملين في الوكالة بوزارة الخارجية، تم إرسال إشعارات إلى موظفي الوكالة تفيد بأن المقر الرئيسي في واشنطن سيكون مغلقًا، مع استثناء البعض من العمل عن بعد بناءً على مهامهم الأساسية.

وفي تطور آخر، أقصت الإدارة الحالية عشرات من المسؤولين الكبار في الوكالة، حيث تم وضع اثنين من كبار مسؤولي الأمن في إجازة إدارية بعد رفضهما منح فريق عمل ماسك الوصول إلى الأنظمة الداخلية.

تحركات مشبوهة

هذه الأحداث أثارت قلق العديد من المشرعين بخصوص بروتوكولات الأمن، حيث يخشى البعض من أن ترمب وماسك يهدفان إلى السيطرة على أكبر مزود للمساعدات الغذائية في العالم.

وتضيف هذه التطورات مزيدًا من التكهنات حول خطة ترمب المحتملة لإلغاء الوكالة أو دمجها في وزارة الخارجية، مما يعكس توجه الإدارة الجديدة نحو إعادة تركيز الإنفاق العام لتحقيق تأثيرات ملموسة للمواطنين الأميركيين.

استقالات واحتجاجات

من جهة أخرى، استقال رئيس موظفي الوكالة مات هوبسون بعدما وُضع في إجازة، بسبب عدم تسهيله لموظفي «دوج» الوصول إلى منشأة معلومات حساسة.

كما دخل فريق من 8 مسؤولين من «دوج» إلى مبنى الوكالة دون تصريح أمني كامل، وتهديدوا باستدعاء الشرطة الفيدرالية عند محاولة منعهم من الوصول إلى أماكن محظورة. وفي النهاية، حصل بعضهم على الوصول إلى الأماكن الحساسة.

إغلاق حسابات الوكالة

عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أكدت الناطقة باسم دائرة الكفاءة الحكومية، كاتي ميلر، عدم الوصول إلى أي مواد سرية دون التصريحات المناسبة. وفي يوم الأحد، أُغلق حساب الوكالة على الإنترنت مع رسالة تفيد بأن الحساب «غير موجود»، بالإضافة إلى إغلاق حساباته على «إنستغرام».

هذا وقد جاء حذف الحسابات بالتزامن مع تزايد الاحتجاجات داخل الكونغرس بسبب الاستقطاعات في المساعدات الخارجية والتحركات التي قد تؤدي إلى تقليص دور الوكالة.

وكالة تنمية أكثر من نصف قرن

أسست الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عام 1961، وتشرف على برامج عديدة تهدف إلى تقديم الإغاثة الإنسانية ومكافحة الفقر ودعم الصحة العالمية، وتمكنت في عام 2023 من إدارة مخصصات قيمتها 40 مليار دولار، حيث تتواجد في أكثر من مائة دولة من بينها أوكرانيا وبيرو.

كشفت مصادر أميركية أن التغييرات الجذرية في الوكالة، بالإضافة إلى تجميد المساعدات الخارجية، أدت إلى توترات بين مسؤولي ترمب وأعضاء الكونغرس، الذين يختلفون حول قيمة المشاريع والخطط لإعادة هيكلة الوكالة.

تصريحات سيناتورية

في ظل تلك الظروف، طالبت عشرة سيناتورات ديمقراطيين، ومن بينهم جين شاهين، بأن أي خطوات تؤدي إلى تفكيك الوكالة ستكون بحاجة إلى موافقة الكونغرس. وأعربت شاهين عن قلقها بشأن أي آثار لهذه التغييرات على الأمن القومي.

بالمقابل، أثار الجمهوريون في الكونغرس قلقهم بشأن تقليص استقلالية الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، حيث أبدى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اهتمامه بدعم تغييرات تخص الوكالة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك