السبت 17 مايو 2025
spot_img

ترمب وحضور جنازة البابا فرنسيس: خلافات مستمرة تتجدد

تباينت مواقف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والبابا الراحل فرنسيس حول مواضيع هامة، تشمل الهجرة، البيئة، ومكافحة الفقر، مما يعكس اختلافات جوهرية في رؤيتهما للأمور. ويأتي حضور ترمب جنازة البابا، المقررة صباح السبت في ساحة القديس بطرس، ليبرز هذه الخلافات المستمرة على مدار السنوات.

جدل حول الهجرة

في اليوم قبل وفاته، أرسل البابا فرنسيس رسالة بمناسبة عيد الفصح تدعو لوحدة البشرية، مشيدًا بالمهمشين والمهاجرين بقوله: “جميعنا أبناء الله”. بينما من المفارقات أن ترمب استخدم منصاته الاجتماعية ليعبر عن آرائه بشكل مخالف، حيث تمنى عيد فصح سعيد لخصومه، متضمناً عبارات نقدية للجماعات التي يصفها بـ”اليساريين المتطرفين” ورئيسه السابق جو بايدن الذي وُصف بـ”أسوأ رئيس”.

وتعليقًا على التناقض بين موقف ترمب والبابا، قال ديفيد جيبسون، مدير “مركز الدين والثقافة” في جامعة فوردهام، إن العلاقة بينهما عانت من توترات واضحة. إذ لم تكن الأمور تسير بشكل جيد بينهما خلال فترة ولاية ترمب الأولى، لكن الأوضاع ساءت في ولايته الثانية مع تزايد عداوته ضد المهاجرين والمساعدات الدولية، وفقاً لما ذكره جيبسون.

حوار عبر الزمان

وقد بدأ الجدل بين البابا الأرجنتيني والرئيس الأميركي مبكرًا في عام 2016، حيث أشار البابا فرنسيس إلى أن من يبني الجدران لطرد المهاجرين “ليس مسيحياً”، مما أثار رد فعل غاضب من ترمب الذي اعتبر ذلك “مخزياً”.

رغم اختلاف وجهات نظرهما، شهد دعم ترمب ارتفاعًا تدريجيًا بين الكاثوليك الأميركيين. وكان الرئيس السابق قد جذبهم في حملته الانتخابية، حيث وجد دعمًا من كثير من الأساقفة المؤثرين.

الدعم الكاثوليكي لترمب

ترمب، الذي يعرّف نفسه كمسيحي غير طائفي، يعتبر المسيحيين، خاصةً الإنجيليين، من أساسيات قاعدته الانتخابية. وقد ساهمت سياساته بشأن الإجهاض، بما في ذلك تعيين قضاة في المحكمة العليا الذين أسقطوا حقوق الإجهاض، في تعزيز شعبيته بين الكاثوليك، خاصة المحافظين.

ورغم بعض تباينات الآراء، إلا أن ترمب واجه دعماً من الكاثوليك عند الانتخابات، حيث ناشدهم في خطاباته بضرورة التصويت له. وفقًا لاستطلاع رأي شمل 120 ألف ناخب، فقد حصل ترمب على أصوات الكاثوليك في انتخابات 2024 بنسبة 54%، بينما دعمت كامالا هاريس 44% منهم.

اللقاء الأسطوري والمواقف المختلفة

بينما استطاع ترمب جذب أصوات الكاثوليك، فإن دعم البابا فرنسيس له لم يكن مطروحًا. في هذا السياق، علق نائب ترمب، جي دي فانس، على فكر البابا قائلاً إن له رؤية أوسع من السياسة الأميركية، حيث يقود كنيسة تضم 1.4 مليار عضو حول العالم.

التقى ترمب فرنسيس لمرة واحدة فقط في عام 2017 في اجتماع ودي، لكن الخلافات بينهما استمرت بعد ذلك. وفي فبراير من هذا العام، بعث البابا برسالة إلى أساقفة الولايات المتحدة تتضمن انتقادات لخطط ترمب المتعلقة بالترحيل الجماعي، متذكراً أن المسيح وعائلته كانوا لاجئين سابقين في مصر.

اقرأ أيضا

اخترنا لك