الجمعة 7 نوفمبر 2025
spot_img

ترمب: حرية التعبير في أميركا ساحة مواجهة سياسية

spot_img

أثارت تداعيات مقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك جدلاً واسعاً حول حرية التعبير في الولايات المتحدة، وتصاعدت حدة النقاش عقب قرار شبكة “إيه بي سي” تعليق برنامج الكوميدي جيمي كيمل بسبب تصريحات مرتبطة بالحادثة، في حين انتقد الديمقراطيون موقف الرئيس دونالد ترمب، معتبرين أنه متناقض بين الدفاع عن حرية التعبير خارجياً وتقييدها داخلياً.

ترمب وحرية التعبير

قبل تعليق برنامج كيمل، عبّر ترمب خلال زيارته إلى بريطانيا عن قلقه إزاء “تضييق” السلطات البريطانية على حرية التعبير، على خلفية اعتقال الكاتب الآيرلندي غراهام لينهان بتهمة التحريض على العنف ضد المتحولين جنسياً.

وصف ترمب اعتقال لينهان بـ”المحزن”، مؤكداً أن القيود على التعبير السياسي “مثيرة للقلق”، لكن بعد ساعات أشاد بقرار “إيه بي سي” تعليق برنامج كيمل، ما أثار انتقادات بأنه يتبنى معايير مزدوجة.

كيمل وتصريحاته المثيرة

تعود جذور الأزمة إلى تصريحات كيمل في برنامجه “جيمي كيمل لايف!”، حيث اتهم أنصار ترمب بتصوير المتهم بقتل كيرك على أنه ليس منهم، الأمر الذي أثار غضب المحافظين الذين اعتبروا ذلك استغلالاً سياسياً لحادث مأساوي.

تصاعدت الضغوط على الشبكة بعد تهديدات بريندان كار، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، باتخاذ إجراءات ضد “إيه بي سي”، ما أدى إلى تعليق البرنامج “إلى أجل غير مسمى”، وأثار القرار انقساماً في الشارع بين مؤيد ورافض للرقابة.

انقسام سياسي حاد

كشف القرار عن عمق الانقسام الحزبي في الولايات المتحدة، حيث وصف الديمقراطيون تعليق البرنامج بأنه “اعتداء مباشر” على حرية التعبير، بينما رحب الجمهوريون بالخطوة واعتبروها محاسبة على “الكلام المسيء”.

امتد الجدل إلى النقاش حول استقلالية المؤسسات الإعلامية، إذ رأى منتقدو الإدارة أن التهديدات العلنية من رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، ثم تعليق البرنامج، يعكسان استخداماً للسلطة السياسية للتأثير على المحتوى الإعلامي.

مستقبل الإعلام السياسي الساخر

يربط البعض ما حدث مع كيمل بإلغاء برنامج “ذا ليت شو ويذ ستيفن كولبير”، وسط تكهنات بوجود ضغوط مماثلة خلال مفاوضات اندماج إعلامي كبير، ولا يُعدّ الجدل حول حرية التعبير جديداً في مسيرة ترمب الذي دأب على مهاجمة “الإعلام المعادي”.

تجاوزت القضية شخصية كيمل وحادثة كيرك، لتعكس أزمات أعمق في المشهد الأميركي، مثل الاستقطاب السياسي المتصاعد وتداخل المصالح الاقتصادية والإعلامية، كما تثير تساؤلات حول مستقبل الإعلام السياسي الساخر في الولايات المتحدة في ظل الضغوط المتزايدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك