الجمعة 4 يوليو 2025
spot_img

تركيا تزيد الإطلاقات المائية لدجلة والفرات استجابة لطلب العراق

أعلنت تركيا زيادة حصص المياه المتدفقة إلى نهري دجلة والفرات، وذلك بعد موافقة الرئيس رجب طيب أردوغان، في خطوة تزامنت مع إعلان الحكومة العراقية عن خطط لمعالجة أزمة المياه المتفاقمة في البصرة.

اتصال هاتفي بين البرلمانين

تلقى رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني اتصالاً من نظيره التركي نعمان كورتولموش، أكد خلاله إطلاق أولى الدفعات المائية الإضافية إلى نهري دجلة والفرات. تأتي هذه الخطوة تجسيداً لاتفاق سابق بين الرئيس أردوغان والمشهداني، جرى خلال زيارة الأخير إلى أنقرة.

زيادة الإطلاقات المائية

تم الاتفاق على زيادة الإطلاقات المائية لتصل إلى 420 متراً مكعباً في الثانية. وكان أعضاء في لجنة الزراعة البرلمانية قد حذروا من انخفاض حاد في الإطلاقات المائية من تركيا، وصل إلى أقل من 100 متر مكعب في الثانية في نهر دجلة، وأقل من ذلك في نهر الفرات، مما وصفوه بـ “أسوأ إيراد في تاريخ العراق”.

تأتي هذه الزيادة في وقت يشهد فيه العراق ذروة فصل الصيف وتفاقم أزمة المياه التي تعاني منها البلاد منذ سنوات. وتشير التقديرات إلى أن العراق يواجه أسوأ أزمة مياه منذ 80 عاماً، حيث لا يتجاوز إجمالي الخزين المائي تسعة مليارات متر مكعب.

العلاقات العراقية التركية

أكد بيان صادر عن مكتب المشهداني أن العلاقات العراقية التركية تشهد ازدهاراً مستداماً، وأن هذه العلاقة تستند إلى إرث تاريخي طويل وتداخل اجتماعي وجغرافي وسياسي عميق.

وشدد المشهداني على ضرورة إيلاء ملف المياه اهتماماً خاصاً من القيادة التركية، وزيادة إطلاق دفعات المياه في نهري دجلة والفرات، لتلبية احتياجات جميع سكان العراق، وخاصة المناطق التي تعاني من الجفاف والشحّ المائي في الجنوب.

السوداني يتفقد البصرة

في سياق متصل، وصل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى محافظة البصرة، على رأس وفد وزاري، بهدف معالجة مشكلة المياه المزمنة في المدينة. وعقد السوداني اجتماعاً مع الحكومة المحلية للبصرة، بحضور وزراء ومحافظي ميسان وذي قار، لمناقشة الخطط والإجراءات اللازمة لمواجهة أزمة المياه.

وأكد السوداني أن حكومته بدأت في تنفيذ حلول استراتيجية لمواجهة أزمة المياه التي تؤثر على عموم المحافظات الجنوبية، مشيراً إلى أن أزمة شح المياه تتكرر كل موسم نتيجة لتغيرات المناخ وضعف الإطلاقات من دول المنبع.

تحديات تواجه الحلول

على الرغم من حديث الحكومات المتكرر عن “حلول استراتيجية”، تشير التقارير الواردة من جنوب البلاد إلى تفاقم مشاكل المياه عاماً بعد آخر، وخاصة في البصرة، بالإضافة إلى الجفاف الذي يهدد مناطق الأهوار الجنوبية.

وتشهد مياه شط العرب ارتفاعاً غير مسبوق في نسبة الملوحة، نتيجة الإخفاق في معالجة المشكلة بشكل جدي، وتراجع الإطلاقات المائية من تركيا وإيران، مما يجعل المياه غير صالحة للاستخدامات الزراعية والحيوانية.

مشروع تحلية المياه

أعلن السوداني عن مشروع تحلية مياه البحر، الذي تم تخويل محافظ البصرة بتوقيع عقده مع الشركة المنفذة، بالإضافة إلى إدراج مشاريع تحلية أخرى في عدة وحدات إدارية لتغطية احتياجات المحافظة من مياه الشرب.

كما أشار إلى أن زيادة الإطلاقات الجديدة التي أعلنتها تركيا ستساهم في معالجة شحة المياه وحل جزء مهم من المشكلة. وتطرق السوداني إلى مشكلة التجاوزات على مياه الأنهار، مؤكداً أن إنشاء بحيرات الأسماك بشكل عشوائي ساهم في تفاقم أزمة شح المياه.

اقرأ أيضا

اخترنا لك