الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

تركيا تؤكد استمرار عملياتها ضد المسلحين الأكراد بسوريا

أكدت الحكومة التركية عزمها على مواصلة عملياتها العسكرية في شمال سوريا حتى تضمن القضاء على تهديدات المسلحين الأكراد، فيما عبّرت الولايات المتحدة عن تفهمها لمخاوف أنقرة الأمنية. وفي هذا السياق، حذرت الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا من أن الهجمات التركية على سد تشرين قد تؤدي إلى كارثة إنسانية إذا استمرت.

الإستراتيجية التركية

صرح الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بأن استراتيجية أنقرة في مكافحة الإرهاب قد حققت نجاحات ملحوظة في تقويض تنظيمات إرهابية، ومن بينها “حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تقود سلسلة من القتال في سوريا والعراق. جاء ذلك خلال كلمة له في المؤتمر الإقليمي لحزب “العدالة والتنمية” في مدينة ديار بكر، حيث أكد أن تركيا تعمل على قطع الحبل الذي يربطها بهذه المجموعات.

تابع إردوغان قائلاً إن تركيا تمكنت من تجزئة ما سماه “الحزام الإرهابي” في شمال سوريا من خلال عملياتها العسكرية، مشيراً إلى أن زخم العمليات العسكرية قد قلص الحركة الإرهابية إلى خيارين: إما التوبة وترك السلاح أو التعرض للتصفية.

رد فعل أميركي

وتعليقاً على الوضع، أكد وكيل وزارة الخارجية الأميركية، جون باس، خلال زيارة له إلى تركيا، تعاون البلدين في مسألة الأمن ومحاربة الإرهاب. وأفاد بأن المناقشات تركزت على الانتقال السياسي في سوريا والخطوات اللازمة لتعزيزه.

أضاف باس أن أمن سوريا لا ينبغي أن يصبح ملاذاً آمناً للمنظمات الإرهابية، معرباً عن رغبة واشنطن في إعادة العناصر الأجنبية من “داعش” إلى بلدانهم، منوهاً إلى ضرورة عدم استغلال المجموعات الإرهابية للظروف السائدة في سوريا.

تلميحات فرنسية

بدوره، رد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، على تصريحات نظيره التركي، هاكان فيدان، التي استبعد فيها أي دور للقوات الفرنسية في سوريا. وأوضح بأن فرنسا ملتزمة بإعادة مواطنيها من عناصر “داعش”، حالما يستعيد الوضع الأمني استقراره.

في حين انتقد فيدان موقف فرنسا وأشار إلى مساعي أنقرة لتحسين أمنها الإقليمي، مؤكداً أن تركيا ستتعامل مع قضية الوحدات الكردية، سواء من خلال الحوار مع الإدارة الجديدة في سوريا أو من خلال عمليات عسكرية إذا لزم الأمر.

الصراع في سد تشرين

على الصعيد العسكري، تتواصل الاشتباكات العنيفة في ريف منبج، حيث تسعى القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني السوري” للسيطرة على مواقع استراتيجية، بما في ذلك سد تشرين. وقد أسفر القصف العنيف لأطراف الصراع عن مقتل عدد من العناصر من كلا الجانبين.

بالإضافة إلى ذلك، أطلق أهالي المنطقة نداءات للمجتمع الدولي بضرورة التدخل لحماية مناطقهم من الهجمات التركية. كما ذكرت الإدارة الذاتية أن الهجمات المتزايدة تستهدف سد تشرين، محذرة من الانهيار وملحقاته الكارثية.

استعدادات القنصلية التركية

في أخبار موازية، بدأت تركيا في الإعداد لفتح قنصليتها في حلب بعد إغلاقها لمدة 11 عامًا. وقام القائم بالأعمال في دمشق بزيارة المبنى للتأكد من استعداداته. وأعلن المسؤولون عن خطط لترميم وتجهيز القنصلية في أقرب وقت ممكن.

وأوضح المسؤولون الأتراك أنهم يعتزمون تشكيل فريق جديد لإدارة القنصلية، ضمن استئناف العمليات الدبلوماسية في المنطقة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك