الأربعاء 16 يوليو 2025
spot_img

ترحيل قسري لمسلمين هنود يشعل أزمة مع بنغلاديش

spot_img

في ولاية غوجارات الهندية، تفاصيل مروعة تكشف عن ترحيل قسري واعتداءات بحق مواطنين، حيث تم اقتياد حسن شاه من منزله فجراً وترحيله قسراً إلى بنغلاديش، ليصبح عالقاً بلا هوية أو وثائق. هذه القضية ليست فريدة، بل هي جزء من حملة ترحيل واسعة النطاق تثير قلقاً بالغاً.

حملة ترحيل قسري

تأتي هذه الحملة في أعقاب هجوم مسلح في كشمير، مما أدى إلى تصاعد التوترات الطائفية وتعهدات حكومية “باجتثاث المتسللين”. تلا ذلك سلسلة مداهمات استهدفت أحياء المسلمين الفقيرة، واعتقالات عشوائية، وترحيل قسري دون مراعاة الإجراءات القانونية.

منظمات حقوقية ووسائل إعلام وثقت شهادات صادمة حول التعذيب والترحيل عبر البحر أو الغابات الحدودية، مما يسلط الضوء على الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها المرحلون.

أحمد آباد: هدم واعتقالات

في منطقة تشاندولا ليك بأحمد آباد، تم اعتقال نحو 890 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، وأجبروا على السير لساعات تحت الشمس في استعراض إعلامي. تبع ذلك هدم السلطات لـ 12500 منزل، في خطوة وصفتها الحكومة بأنها لحفظ الأمن، بينما اعتبرتها منظمات مدنية عقاباً جماعياً يستهدف المسلمين.

وثائق الجنسية المُتجاهلة

على الرغم من تقديم العديد من المرحلين وثائق تثبت جنسيتهم الهندية، إلا أن الشرطة رفضت الاعتراف بها، مدعية أنها مزورة. حسن شاه، على سبيل المثال، قدمت والدته بطاقات وطنية وشهادة زواج وبطاقة انتخابية تثبت ولادته ونشأته في غوجارات، وهو ما أكدته سجلات الناخبين الرسمية.

شهادات تعذيب مروعة

عبد الرحمن، شاب يبلغ من العمر 20 عاماً، روى كيف اقتيد من منزله فجراً وتعرض للضرب المبرح داخل السجن لرفضه الاعتراف بأنه بنغالي. “ضربوني بأنابيب فولاذية وأسلاك، وألقوني في البحر بعد أيام من الإهانات”، يقول عبد الرحمن، بينما يؤكد والده امتلاك العائلة لوثائق تثبت جنسيته.

ترحيل جماعي عبر الحدود

وثائق حكومية كشفت عن ترحيل السلطات الهندية لـ 1880 شخصاً إلى بنغلاديش بين 7 أيار و3 تموز، فيما أعادت بنغلاديش 110 منهم بعد التحقق من أنهم يحملون الجنسية الهندية.

قلق بنغلاديشي صامت

عبّرت بنغلاديش عن قلقها البالغ من هذه العمليات عبر قنوات دبلوماسية، دون تصريحات علنية قوية. وزارة الخارجية الهندية رفضت التعليق، فيما أشار خبراء قانون دولي إلى خروقات فاضحة لمعاهدات حقوق الإنسان.

استهداف ممنهج

“هذه ليست حملة ضبط مهاجرين غير شرعيين، بل سياسة منهجية تستهدف فئة بعينها”، يؤكد الدكتور محسن عالم بهات، أستاذ القانون بجامعة كوين ماري البريطانية، مشيراً إلى خطورة الوضع.

ترحيل ليلي بالغابات

العقيد مهدي إمام، قائد كتيبة حرس الحدود البنغلاديشي في منطقة لالموني، كشف أن الجانب الهندي يطفئ أضواء الحدود ليلاً ويجبر المعتقلين على عبور مناطق خضراء بين البلدين، في انتهاك للاتفاقيات.

“ذنبنا أننا مسلمون”

يونس خان باثان، عامل يومي فقد منزله بعد اعتقاله، يعبر عن مرارة الوضع قائلاً: “أثبتوا أنني إرهابي… كل ذنبي أن اسمي مسلم”، مما يعكس الشعور بالظلم والتمييز الذي يعانيه العديد من الضحايا. مجاهد نفيس، الأمين العام لفرع غوجارات في المنظمة، يحذر من أن ما يجري قد يفتح الباب أمام فصول أشد قتامة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك