أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول “إنهائه 8 حروب” توجّهات متباينة بين المحللين المصريين، ولا سيما بشأن مزاعمه حول “حرب بين مصر وإثيوبيا”.
موقف المحللين المصريين
أشار عدد من المحللين المصريين إلى أن الادعاء الذي أطلقه ترامب يفتقر إلى الدقة، ويخلط بين التوترات الدبلوماسية والصراعات المسلحة.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد نشرت بيانًا عبر منصة “إكس”، ووصفت ترامب بـ”رئيس السلام”، مدعيةً أنه استطاع إنهاء 8 حروب خلال ثمانية أشهر.
تضمن البيان صورة لترامب وهو يلوح بيده أثناء نزوله من الطائرة، مع قائمة بأسماء الدول المزعوم أنها شهدت إنهاء النزاعات، ومنها كمبوديا وتايلاند، كوسوفو وصربيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وغيرها.
انتقادات ذكية للسياسة الأمريكية
وفي تصريحات له، وصف الخبير السياسي طارق البرديسي ترامب بأنه “شخصية نرجسية تُحب الإطراء”، مستشهدًا بتصريحات سابقة للرئيس الأمريكي حول “إنهائه الحرب مع إيران”.
وأشار البرديسي إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد تعامل بذكاء مع طبيعة ترامب، منوهًا أن تقليده بقلادة النيل أثناء زيارة شرم الشيخ كان خطوة ذكية لتخفيف غطرسته.
فيما يتعلق بادعاء ترامب حول “الحرب بين مصر وإثيوبيا”، فقد ذكر البرديسي أن إدارة ترامب رعت مفاوضات حول سد النهضة في عام 2020، والتي عندما لم تكتمل بسبب انسحاب إثيوبيا، أكدت مصر على ضرورة الحلول التفاوضية، مما يعكس سياستها المتوازنة.
لا حرب قانونية
أكد الدكتور محمد مهران، أستاذ القانون الدولي العام، أن التصريحات حول “الحرب بين مصر وإثيوبيا” تتطلب تدقيقاً عميقًا، مشيراً إلى أن النزاع هو “خلاف دبلوماسي” حول موارد النيل، وليس صراعاً مسلحاً.
وذكر مهران أن دور الولايات المتحدة في هذا الملف كان محدوداً، وأن المفاوضات جرت تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.
وأشار إلى أن التوتر بين مصر وإثيوبيا لا يزال قائماً، بعد الفيضانات الأخيرة، مما يجعل الإدلاء بتصريحات حول “إنهاء الحرب” غير دقيق.
تدخل أمريكي متأخر
وبشأن ادعاءات ترامب حول إنهاء حروب أخرى، اعترف مهران بدور الإدارة الأمريكية في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنه اعتبره متأخراً للغاية. وكانت التدخلات المبكرة قد أسفرت عن إنقاذ العديد من الأرواح.
وأضاف أن الضغوط الدولية المتزايدة، مثل قرارات محكمة العدل الدولية، دفعت واشنطن لتغيير موقفها. ومع ذلك، حذر من أن الحرب في غزة لم تنته بعد، وأن انتهاكات وقف إطلاق النار قد تحدث في أي لحظة.
كما دعا مهران الإدارة الأمريكية إلى التركيز على موضوع الحرب الروسية الأوكرانية كخطوة جادة نحو تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
دعوة للموضوعية
اختتم مهران دعوته بضرورة التركيز على الموضوعية عند تقييم الأدوار الدولية، محذراً من العواقب السلبية للمبالغة في الإنجازات، وكاشفًا أن العالم بحاجة إلى جهود حقيقية لحل النزاعات.


