تستمر الضغوط العسكرية التركية على مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا، في وقت تتصاعد فيه الاشتباكات في شرق حلب. وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بأن المستجدات في سوريا تفتح آفاقًا جديدة للتنمية والتجارة والطاقة في المنطقة.
وأشار فيدان إلى أهمية دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية في سوريا، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستساهم في تعزيز الاستقرار. كما جاء تصريحه قبيل انطلاق اجتماع ثلاثي يضم تركيا وأذربيجان وأوزبكستان على مستويات الخارجية والتجارة والاقتصاد والنقل في أنقرة، حيث أكد أن النتائج الإيجابية ستؤثر على الاستقرار والأمن في المنطقة وأيضًا ستعزز من فرص التعاون اللوجستي والنقل والتجارة والطاقة.
حوادث متصاعدة
بالتوازي، أعلنت وزارة الدفاع التركية عبر حسابها الرسمي عن مقتل 14 عنصرًا من وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود قوات قسد، خلال عملية عسكرية في منطقة نبع السلام، الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري الموالية لأنقرة، مؤكدة استمرار عملياتها للقضاء على الإرهاب.
على الجانب الآخر، نفت قسد ما أعلنه الجانب التركي بشأن مقتل 14 من عناصرها، ووصفت هذه التقارير بالكاذبة، مشيرةً إلى أن الهدف من التضليل هو إخفاء الانتهاكات التي ارتكبتها الطائرات التركية ضد سوق مزدحم في صرين، مما أسفر عن مقتل 14 مدنيًا. وفي تقريرها، نعت قسد العديد من عناصرها الذين قتلوا في مواجهات مع القوات التركية والفصائل المسلحة في حلب والرقة والحسكة.
توترات متزايدة
في سياق متصل، أفادت قسد بمقتل 14 مدنيًا وإصابة 29 آخرين جراء هجمات الفصائل المدعومة من تركيا، حيث استهدفت تلك الفصائل سوقًا في مدينة صرين باستخدام الطائرات المسيّرة. وأوضحت أنها تواجه انتهاكات جسيمة تمثلت في استهداف المدنيين، حيث قُتل 3 مدنيين في قصف تركي استهدف قرية قرب عين عيسى.
في حين، أصدرت وزارة الدفاع التركية بيانات تتحدث عن مقتل 27 من عناصر الوحدات الكردية دون الإشارة لوقوع ضحايا مدنيين في تلك العمليات، مصنفةً بيان قسد بالمضلل وغير الدقيق، ومؤكدةً أنها تتخذ كافة الاحتياطات اللازمة لتفادي استهداف المدنيين.
ردود فعل دولية
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قسد استهدفت قاعدة تركية في باب الفرج، ما أسفر عن مقتل أحد الضباط الأتراك. في وقت كانت الطائرات الحربية التركية تشن غارات على منطقة صرين ومحيط سد تشرين إثر التصعيد العسكري المستمر في شمال شرقي سوريا.
على الصعيد المحلي، احتج مئات المواطنين الأكراد في مدينة ديار بكر التركية، للتعبير عن دعمهم للأكراد في شمال وشرق سوريا ضد الهجمات التركية المستمرة. وقد دعا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى تدخل دولي عاجل لوقف ما أسماه بـ “المجازر” التي تعرض لها المدنيون في تلك المناطق، مطالبًا بتشكيل لجان للتحقيق ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات.