تحديثات كبيرة ستشهدها دبابات “ليوبارد 2A4 CHL” في تشيلي بفضل اتفاقية جديدة مع شركة “أسيلسان” التركية. تم توقيع هذه الاتفاقية مع شركة “فاما” التشيلية، مما يمهد الطريق لنقل التكنولوجيا التي من شأنها تعزيز الجاهزية القتالية للدبابات من خلال دمج أنظمة إلكترونية حديثة وقدرات التحكم في النيران.
تحديث تقني شامل
سيرفع هذا التحديث من أداء الدبابات، مما يعزز قدرتها على التصويب على الأهداف بدقة وسرعة. يتضمن التحديث تركيب أنظمة استشعار حرارية وإلكترونية متطورة لكل من قادة الدبابات ورماة المدافع، بالإضافة إلى نظام التحكم في النيران “فولكان”، الذي يعد بتحسين استهداف الأهداف والتنسيق بين الطواقم.
خلال مؤتمر “إكسبونافال 2024″، أشار أرأس بالي، مدير “أسيلسان” لأمريكا اللاتينية، إلى أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية. وأكد أن هذه الاتفاقية تمثل مثالاً واضحاً على نقل التكنولوجيا الذي يعزز من قدرات تشيلي الدفاعية ويدعم الأهداف الأمنية الإقليمية.
تدريب وتطوير محلي
تم تصميم هذه الشراكة لتوطين تجميع وصيانة الأنظمة المتطورة في تشيلي، مع توفير برامج تدريب شاملة للطاقم. ستعمل “فاما” على بناء قوة عمل مدربة قادرة على إجراء الفحوصات وإصلاح وصيانة الدبابات بشكل مستمر، مما يضمن بقاء هذه الأنظمة فعالة دون الاعتماد على الدعم الخارجي.
ومن أبرز جوانب التحديث هو دمج نظام الحماية النشط “أككور” من “أسيلسان”، الذي تم تطويره في الأصل لدبابة “ألطاي” التركية. يوفر “أككور” مستوى عالٍ من الدفاع ضد الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والتهديدات الصاروخية، مما يعزز من القدرة على البقاء في ساحات المعارك الحديثة.
نظام أككور القابل للتكيف
يعد نظام “أككور” من أحدث التقنيات الدفاعية التي طورتها “أسيلسان”، ويهدف إلى تعزيز بقاء المركبات المدرعة ضد مجموعة واسعة من التهديدات. يعمل النظام بآليات تتضمن تدابير “قتل صعبة” و”قتل ناعمة”، ما يوفر درعاً شاملة ضد الصواريخ المضادة للدبابات والتهديدات غير المتماثلة.
تتضمن المكونات المستخدمة في “أككور” رادارات عالية الدقة تقوم باكتشاف التهديدات وتوجيه الذخيرة المضادة، حيث يتم الإطلاق من منصة مزدوجة باربعة أوضاع لضمان دقة التصويب.
التوسع في قدرات الدفاع
يتمتع النظام بقدرات حماية متكاملة بزاوية 360 درجة، مما يسمح بمعالجة التهديدات من أي اتجاه. بينما تشمل المكونات “القتل الناعم” قدرات الحرب الإلكترونية، حيث يتم استخدام شاشات دخانية متعددة الأطياف لإخفاء المركبة من الصواريخ الموجهة وأنظمة الرؤية الحرارية.
تعزز هذه القدرة من اختلاط المركبة وتزيد من فرص البقاء في المعارك. يتم دمج “أككور” في المركبات بطريقة مرنة، مما يسمح بالتكيف مع أنواع المركبات المدرعة المختلفة، كما يسهل التحديثات والصيانة الدورية.
تتيح واجهة البرنامج الخاصة بالنظام التفاعل مع نظام إدارة المعركة، مما يعزز الوعي بالوضع بالنسبة للطاقم. يضمن هذا التكامل أن يكون نظام “أككور” قادراً على الاستجابة الفورية للتهديدات بفضل خوارزميات الرادار المخصصة لتقليل الإنذارات الخاطئة.
اعتباراً من عام 2025، أصبح نظام “أككور” في مرحلة الإنتاج المتسلسل والنشر، مما يمثل علامة فارقة مهمة في تكنولوجيا الدفاع التركية. يتم تركيبه في دبابات “ألطاي”، مع خطط لتركيبه في جميع الدبابات الجديدة، بالإضافة إلى الدبابات “ليوبارد 2A4” والعربات “ألتوغ”.
تعزيز القدرات العسكرية في تشيلي
بينما يمثل التحديث لأسطول دبابات “ليوبارد 2A4” في تشيلي خطوة استراتيجية كبيرة في الجهود العسكرية، حيث تسعى تشيلي لزيادة قدراتها الدفاعية. بدأت عملية اقتناء هذه الدبابات عندما أبدت تشيلي اهتمامًا بالدبابات الألمانية، مما أدى إلى اتفاقية لشراء 140 دبابة “ليوبارد 2A4” من المخزون الفائض لألمانيا.
تمثل هذه الصفقة جزءًا من الجهود الأوسع لتشيل لتحديث معداتها العسكرية، حيث تهدف إلى استبدال الدبابات القديمة من الحقبة السوفيتية بتكنولوجيا غربية متقدمة. وصلت الدبابات إلى تشيلي في أوائل العقد الأول من القرن 21، مع توزيع تواريخ التوصيل عبر عدة سنوات بسبب تعقيدات النقل.
أسيلسان: رائدة في التحديث العسكري
استطاعت شركة “أسيلسان” التركية أن تبرز في السوق العالمية لتحديث الدبابات الرئيسية، حيث تتجاوز خبرتها بلدها لتقدم خدماتها للعديد من الدول. بدأت خبرة “أسيلسان” في تحديث الدبابات من خلال أسطول القوات المسلحة التركية، حيث كانت لها دور رئيسي في تحديث دبابات مثل “M60” وسلاسل “ليوبارد”.
هذا العمل المؤسسي سمح لـ”أسيلسان” بأن تصبح لاعباً رئيسياً في الساحة الدولية، مقدمة حلول تكنولوجية متقدمة للجيش الذي يسعى لتعزيز قدراته القتالية. تشمل المشاريع البارزة الأخرى خارج تركيا تحديث دبابات “T-72” في كازاخستان، حيث أتمت “أسيلسان” اختبار مراحل التحديث.
استثمارات متفرقة في الأسواق الخارجية
بالإضافة إلى كازاخستان، توسعت “أسيلسان” في مناطق أخرى، حيث قدمت تقنية الرادار والحرب الإلكترونية إلى الأرجنتين، مما يشير إلى نطاق أوسع من التعاون العسكري بما في ذلك التحديث المحتمل للدبابات.
علاوة على ذلك، تمتلك “أسيلسان” طموحات للتوسع في أوروبا، مع خطط لعقود جديدة في رومانيا، مما يدل على تنوع محفظتها التي تشمل تحديث الدبابات وغيرها من تقنيات الدفاع. تسهم هذه التحركات في التزام “أسيلسان” بتعزيز خبرتها التكنولوجية عبر مشهد جيوسياسي مختلف.
تتسم أسلوب “أسيلسان” في التحديث بالشمولية، حيث تركز على تحسين أنظمة التحكم في النيران، وتعزيز الوعي بالوضع من خلال أجهزة الاستشعار المتقدمة، وتنفيذ أنظمة الحماية النشطة لمواجهة التهديدات الحديثة مثل الصواريخ المضادة للدبابات.
أعرب رئيس مجلس إدارة الشركة، أحمد أكيول، عن طموحات مستقبلية لمشاريع تشمل أبراج غير مأهولة وأنظمة حماية ذاتية أكثر تطوراً، مما يبرز التطور المستمر لاستراتيجيات التحديث لديهم. يوضح سجل “أسيلسان” والمشاريع الجارية أنها شركة تسعى دوماً للتكيف والابتكار لمواجهة تغيرات ديناميات الحرب الحديثة.