الأربعاء 26 مارس 2025
spot_img

تجميد المساعدات الأميركية يهدد حياة مصابي الإيدز

تواجه مولي، البالغة من العمر 39 عامًا، تحديات كبيرة بعد قرار الحكومة الأميركية بتجميد المساعدات الإنسانية لمدة 90 يومًا. هذه الأم العزباء، التي تعيش في أوغندا وتربي طفلين، تخفي حالتها الصحية المتمثلة في إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية (إتش آي في)، لكنها تشعر بالقلق المتزايد حول مستقبلها وقدرتها على الوصول إلى العلاج.

قلق شديد من تجميد المساعدات

مع إعلان تجميد المساعدات، قالت مولي: “عندما سمعت ذلك، بكيت وقلت: ليكن الله في عوننا”. تسببت هذه الأخبار في حالة من الهلع، وهي تخشى أن تضعف قدرتها على العيش لفترة أطول، حيث لم تظهر عليها أعراض للمرض حتى الآن.

تم تشخيص مولي بفيروس نقص المناعة البشرية قبل ثماني سنوات، ومنذ ذلك الحين تتلقى علاجها بمضادات الفيروسات القهقرية (إيه آر في). لكنها تعول على بيع الموز المقلي في شوارع قريتها لتوفير لقمة العيش، وهو مصدر دخل لا يكفي لتغطية تكاليف الأدوية إذا توقفت الدعم.

انتقادات قانونية لقرار الإدارة الأميركية

ويواجه قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف المساعدات انتقادات قانونية في الولايات المتحدة، حيث لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأموال ستخفض بشكل دائم أو ستلغى تمامًا.

في أوغندا، يعيش مئات الآلاف من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، مما يجعل المرض منتشرًا بشكل خاص في جنوب وشرق أفريقيا. تمكن العديد من المرضى في البلدان الأفريقية اليوم من التعايش مع الفيروس بفضل العلاجات المتاحة، لكن القلق من النفاد الوشيك للأدوية يثير المخاوف.

تصريحات مدير المفوضية الأوغندية

قال نيلسون موسوبا، مدير مفوضية الإيدز الأوغندية، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: “هناك حالة من الخوف والذعر بين المسؤولين والمرضى. أي انقطاع في العلاج يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة”.

وعلى صعيد آخر، تتساءل جين فرنسيس كانيانجي، البالغة من العمر 70 عامًا، عن مدى قدرتها على الاستمرار بدون الأدوية بعد أن عانت من إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية منذ أواخر التسعينيات. فقد كانت تعاني من تداعيات المرض حيث فقدت زوجها عام 2002، وتحتاج اليوم إلى الأدوية للبقاء على قيد الحياة.

تداعيات وقف المساعدات على المكاسب السابقة

يحذر موسوبا من أن توقف المساعدات الأميركية قد يهدد النجاحات التي حققتها أوغندا في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية. كانت نسبة الإصابة قد انخفضت من 30 في المئة في التسعينيات إلى 5 في المئة الآن.

بينما انخفض عدد الوفيات بسبب الإيدز من 53 ألف حالة عام 2010 إلى 20 ألف حالة فقط في عام 2023، يعيش حاليًا في أوغندا حوالي 1.5 مليون شخص حاملين للفيروس، منهم 1.3 مليون يتلقون علاجًا منتظمًا.

القلق من الرجعية الاجتماعية

يشير موسوبا إلى أن هناك خطرًا من العودة للوصم الاجتماعي للمرضى إذا ما تم إلغاء المكاسب المحققة. حتى الآن، تعد الولايات المتحدة المصدر الرئيسي للتمويل، حيث تقدم 70 في المئة من ميزانية برنامج مكافحة الإيدز في البلاد، المقدرة بـ500 مليون دولار سنويًّا.

تقول أفريل بينوا، المديرة التنفيذية لـ “أطباء بلا حدود” بالولايات المتحدة، إن هناك استثناء محدود من قرار تجميد الأموال يغطي بعض الأنشطة. لكنها تحذر من أن هذه الانقطاعات ستؤثر على الأرواح وتدمر سنوات من التقدم في مكافحة الفيروس.

حيرة العاملين في القطاع الصحي

يعيش العاملون في مجال الصحة حالة من القلق، حيث يشير ماثيو نسيما موكاما، الذي يعمل في عيادة قريبة من مطار عنتيبي، إلى أن مرضاه يطرحون أسئلة يومية حول توفر الأدوية.

وأوضح طبيب شاب كان يعمل في معهد الأمراض المعدية بكامبالا أنه عُين في إجازة غير مدفوعة بعدما واجه عواقب قرار التجميد، مشيرًا إلى أنه لا يعرف كيف سيعيل أسرته في ظل الظروف الحالية.

تشير التقارير من مختلف الدول الأفريقية إلى أن حالات مشابهة تتكرر، حيث أُغلقت المرافق الصحية في جنوب أفريقيا، بينما توقفت العديد من المنظمات في موزمبيق وزيمبابوي عن تقديم برامج علاج فيروس نقص المناعة البشرية بسبب نقص التمويل.

اقرأ أيضا

اخترنا لك