الأربعاء 14 مايو 2025
spot_img

تجميد المساعدات الأميركية يهدد حياة الملايين عالمياً

أظهرت نتائج مسح شامل أجرته 246 منظمة إنسانية أن تجميد المساعدات الخارجية من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أثر بشكل كبير على وكالات الإغاثة حول العالم، مما أدى إلى توقف أنشطة إنقاذ الأرواح مثل دعم الأطفال المصابين بسوء التغذية. وقد أوردت وكالة «رويترز» تفاصيل هذه الأوضاع الحرجة.

أزمة المساعدات الإنسانية

تُعتبر الولايات المتحدة أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم، حيث قدمت حوالي 14 مليار دولار في العام الماضي. ومع ذلك، اتخذ ترمب قراراً بتعليق معظم المساعدات التي تمولها الحكومة لمدة 90 يوماً، في إطار سياسة “أميركا أولاً”، وبدأ في إعادة هيكلة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) التي وصفها بـ”يديرها مجانين متطرفون”.

تكشف دراسة أجراها المجلس الدولي للوكالات التطوعية (آي سي في إيه) أن هذا التجميد للمساعدات الأميركية له آثار مدمرة على المجتمعات التي تعاني من الأزمات. أفادت نسبة تصل إلى ثلث المنظمات التي شملها الاستطلاع بتأثيرات سلبية تتراوح بين تقليص حجم البرامج الإنسانية وصولًا إلى إنهائها.

التأثير على حيات الأفراد

وفقًا للتقرير الصادر عن «آي سي في إيه»، الذي تم نشره يوم الثلاثاء، فإن “البنية التحتية الإنسانية تتعرض للتدمير”. وقد توقفت مراكز التغذية العلاجية عن العمل، مما يهدد حياة الأطفال والنساء الحوامل الذين يعانون من سوء التغذية.

ولم تتلق وزارة الخارجية الأميركية أي طلبات للتعليق على هذا التقرير حتى الآن. لم يذكر التقرير أسماء المجيبّين، ولكن بعض أكبر منظمات الإغاثة العالمية مثل «أنقذوا الأطفال» و”ورلد فيجن» و”كير» كانت من بين الأعضاء في المجلس.

الإعفاءات والمشاكل الإدارية

تقوم واشنطن بإصدار بعض الإعفاءات للمساعدات المنقذة للحياة، لكن المنظمات تتحدث عن توقف التمويل. وأفاد خمسة مسؤولين سابقين وحاليين بأن ذلك يعود إلى عجز موظفي «يو إس إيد» عن الوصول إلى نظام الدفع. ووصف أحد المصادر هذه الإعفاءات بأنها “مسرحية هزلية”.

شرحت منظمة إنسانية تعمل في أفريقيا أن أكثر من 1500 مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة (إتش آي في) لم يعد بإمكانهم الحصول على العلاج الحيوي، في حين أن منظمة أخرى ذكرت أن 3250 يتيماً وصغار آخرين من المصابين بالفيروس يواجهون صعوبة في الحصول على الدعم المدرسي أو علاج سوء التغذية.

الوضع الإنساني يتدهور

قالت منظمة دولية إن “عليهم تسريح مئات الموظفين”، واصفةً الوضع بأنه “بائس”. ولم تتمكن الوكالة من التحقق من صحة الروايات المذكورة بشكل مستقل، لكنها استعرضت آثار تجميد المساعدات، بما في ذلك إيقاف برامج مكافحة المخدرات في المكسيك وتعطيل جهود تحميل روسيا المسؤولية عن جرائم حرب محتملة في أوكرانيا.

في جنوب أفريقيا، أوقف العلماء تجربة لقاح واعد لفيروس «إتش آي في»، كما عانت العديد من الدول حول العالم من نقص حاد في الإمدادات الطبية. وأوضح جيمي مون، المدير التنفيذي لـ”آي سي في إيه»، أن الجماعات الإغاثية المحلية هي الأكثر تضرراً، حيث اضطرت 11 منظمة لإيقاف عملياتها في جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأجزاء من آسيا.

اقرأ أيضا

اخترنا لك