السبت 8 فبراير 2025
spot_img

تباين المواقف الأردنية مع خطة ترمب لتهجير الفلسطينيين

أكد مسؤولو الأردن أن مصالح المملكة تواجه تحديات جديدة خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حيث تتعرض لمفاجآت قد تؤثر على استراتيجيتها، مما يستلزم استراتيجيات جديدة على مختلف الأصعدة.

مفاجآت ترمب

كشفت تصريحات الرئيس الأمريكي، خلال الأسبوع الماضي، عن خطة تتعلق بـ”تطهير غزة” من خلال انتقال الغزيين إلى الأردن ومصر، مما وضع الحكومة الأردنية في موقف صعب. وقد صرح المسؤولون الأردنيون سابقًا بأن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن يعد بمثابة إعلان حرب.

يتخوف الرسميون الأردنيون بشكل خاص من الإشارات الاقتصادية الناجمة عن قرار وزارة الخارجية الأمريكية، والذي يتضمن تعليق عمل برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمدة 90 يوماً لتقييم أهدافها ومصالحها.

المنح الأمريكية

ويشعر المسؤولون بقلق بالغ بشأن المنحة الأمريكية السنوية المقدمة للأردن، التي تبلغ حوالي 1.14 مليار دينار أردني، حيث تمثل 8% من الميزانية العامة البالغة 12.5 مليار دينار أردني.

تأتي هذه المنحة بموجب مذكرة تفاهم وقعت في مارس من العام الماضي، والتي تعهدت من خلالها واشنطن بتقديم الدعم لمدة عشر سنوات من 2023 حتى 2029.

القلق من الربط

على الرغم من استلام الأردن كامل مبلغ المنحة في أكتوبر من العام الماضي، إلا أن هناك مخاوف من ربط المساعدات الأمريكية بقرارات ترمب، الأمر الذي يثير قلقًا بشأن مصير المنحة الاقتصادية والعسكرية المقدمة للأردن في سياق الخطط الأمريكية المستقبلية للقضية الفلسطينية.

في مؤتمره السابق، أشار ترمب إلى خطته لإخراج الفلسطينيين من غزة، معلقًا: “نريد من مصر والأردن إخراج الفلسطينيين، في محاولة لإحلال السلام”، متحدثًا عن إمكانية تهجير مليون ونصف شخص، واصفًا الوضع في غزة بأنه “مدمر” مع احتمالية كون هذه الخطوة “مؤقتة أو طويلة الأجل”.

شراكة استراتيجية مع أوروبا

على صعيد آخر، وقع الأردن، الأربعاء الماضي، اتفاقية شراكة استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، لتقديم حزمة مساعدات مالية قدرها 3 مليارات يورو للأعوام 2025-2027.

شهدت توقيع الاتفاقية حضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بروكسل، والتي تتضمن منحًا بقيمة 640 مليون يورو، واستثمارات تبلغ 1.4 مليار يورو، ومخصصات قدرها مليار يورو لدعم الاقتصاد الكلي.

موقف الأردن الرسمي

في سياق ردود الفعل الرسمية على مقترح ترمب، أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي على أن العلاقة مع الولايات المتحدة استراتيجية وأن هناك مصالح مشتركة تمثل أساس التعاون. كما تحدث عن قوة العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، حيث وصفها بأنها “راسخة” وتفتح الفرص لدعم الاقتصاد الأردني.

وأشار الصفدي إلى أن الأردن لن يقبل بأي حديث عن “الوطن البديل” أو أي حل يهدد حقوق الفلسطينيين، مؤكدًا على الالتزام بحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة على أراضيهم.

التوجهات المستقبلية

تشير المعلومات الواردة من الديوان الملكي الأردني والبيت الأبيض إلى أن تصريحات ترمب جاءت خارج الإطار البروتوكولي المطلوب. ويبدو أن الإعلام الأردني الرسمي بحاجة إلى استراتيجيات جديدة لمواجهة التأثيرات الناجمة عن تلك التصريحات.

على الرغم من انشغاله بالأوضاع، يبقى الأردن حذرًا من أي تصعيد قد يحدث في الضفة الغربية ويؤدي إلى تهجير الفلسطينيين. تسعى المملكة جاهدة لضمان عدم دخول الفلسطينيين عبر الحدود إلى أراضيها.

تشير إحصاءات رسمية إلى وجود أكثر من 350 ألف حامل للرقم الوطني الأردني يعيشون في الضفة الغربية، مما يعكس الروابط العميقة بين الشعبين ويعقد من أي تحرك حكومي بشأن الحدود.

اقرأ أيضا

اخترنا لك