استبعدت مصادر مصرية مطلعة احتمالية تفجر أزمة عسكرية أو سياسية كبيرة بين مصر وإسرائيل، رغم التوترات المتزايدة في وسائل الإعلام. وأكدت المصادر، في تصريحات لـ”الشرق الأوسط»، أن التصعيد الإعلامي خلال الأيام القليلة الماضية لن يؤدي إلى اشتعال الأوضاع.
توترات غير مسبوقة
لم تشهد العلاقات بين مصر وإسرائيل توتراً على هذا النحو منذ توقيع اتفاق السلام في السبعينيات. يأتي ذلك في سياق الحرب المستمرة في غزة، التي بدأت قبل 15 شهراً.
بالإضافة إلى التوتر الناتج عن الخلافات حول القضية الفلسطينية، فقد ازدادت حدّة التوترات عقب استيلاء إسرائيل على محور «فيلادلفيا» الحدودي ومعبر رفح، واتهامها مصر بعدم كفاية جهودها لمنع تهريب السلاح إلى غزة، وهو ما نفته القاهرة بشدة.
ردود الفعل الرسمية
بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، شهدت العلاقات شيئاً من الهدوء. لكن التوتر عاد للظهور مع اقتراح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وهو ما لاقى إدانات شديدة من القاهرة.
هذا السياق الصعب دفع البعض للتعبير عن مخاوف من إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية بين مصر وإسرائيل. ومع ذلك، لا تزال التقديرات تشير إلى عدم حدوث ذلك.
تأكيدات الخبراء
أكد وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، عدم وجود احتمال لصدام عسكري بين مصر وإسرائيل، مشيراً إلى أن الأخيرة تعاني من ضعف عسكري يمنعها من خوض مواجهات مع دولة كبرى مثل مصر.
واتفق معه الخبير العسكري سمير فرج، الذي وصف الأحاديث عن مواجهة عسكرية بأنها “مجرد كلام”، مشدداً على أن إسرائيل لن تغامر في خوض حرب نظامية في ظل مواجهاتها المستمرة مع جماعات المقاومة في فلسطين ولبنان.
اتفاقية السلام
وقعت مصر مع إسرائيل اتفاقية السلام في عام 1979، حيث التزمت الدولتان بحل جميع المنازعات بالوسائل السلمية. كما منعت الاتفاقية استخدام القوة بين الطرفين.
وأشار وكيل المخابرات المصرية السابق، اللواء محمد رشاد، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لموقع محور فيلادلفيا يعد انتهاكاً للمعاهدة، مما اضطر مصر إلى تعزيز قواتها في مناطق قريبة من الحدود.
الانسحاب من المحور
رغم التوترات المتزايدة، لا يزال هناك حرص على استمرار معاهدة السلام، حيث تناقش اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين الوضع الراهن وسط هذه التحديات.
وفي سياق التوترات، ترى مصر أن حدودها آمنة ولا تعاني من تهريب الأسلحة، بينما تعتبر إسرائيل أن محور فيلادلفيا يمثل بوابة “حماس” الرئيسية للحصول على الأسلحة المهربة.
يظل الوضع معقداً بين الطرفين، ورغم تصاعد التوترات الإعلامية، إلا أن كلاً من القاهرة وتل أبيب لم تصدر أي تهديدات رسمية بخصوص احتمال نشوب صراع عسكري.