اعترف رئيس أركان القوات الجوية الأميركية، ديفيد ألفين، بأن تباطؤ مشتريات طائرات F-35 جاء نتيجة مخاوف من تحديثات Block 4، وحاجة القوات الجوية إلى طائرات قادرة على مواجهة “تهديد السرعة”.
وأشار ألفين إلى أن الوتيرة ستتسارع بمجرد توفر الطائرات ذات القدرات القتالية العالية، وفقًا لما ذكرته مجلة “The National Interest“.
محدودية التمويل والتغيرات الفنية
أفادت القوات الجوية بأن القيود المالية وتغيرات السياسة الميزانية تتطلب الحصول على طائرات F-35 كاملة من الفئة الرابعة، بدلاً من تلك التي تتطلب ترقيات معقدة.
ولا تُعتبر هذه الطائرات جاهزة للعمليات العسكرية ضد خصم مشابه دون تلك التحديثات. وفي ميزانية وزارة الدفاع الأميركية لعام 2024، تم تخصيص 24 طائرة F-35 فقط، وهو عدد أقل بكثير من الهدف السنوي البالغ 72 طائرة.
أولويات جديدة للميزانية
أشار وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث إلى إعادة توجيه ميزانية الوزارة نحو أولويات جديدة، مثل القاذفة الشبحية B-21 والمقاتلة من الجيل السادس F-47.
وأفاد الوزير بأن خفض التمويل لبرامج F-35 وE-7 يأتي في سياق الحاجة لتمويل تلك الاستثمارات الجديدة، مؤكدًا أمام الكونجرس أن إلغاء مشروع E-7 هو مثال على ضرورة اتخاذ قرارات صعبة تترافق مع تقليص ميزانية الدفاع بنسبة 8%.
التقنيات والتحديثات المعلقة
يُعتبر تقليص عدد طائرات F-35 خيارًا مدروسًا، وبرزت دعوات من ألفين لزيادة قدرات القوات الجوية بحيث تشمل طائرات B-21 وF-47 وE-7 إلى جانب الـ F-35. ومع ذلك، فإن استخدام الأموال الشحيحة لشراء طائرات غير جاهزة للنشر يعد أمرًا غير منطقي.
تسعى القوات الجوية أيضًا إلى توفير المال عبر إخراج أسطول طائرات A-10 Warthog من الخدمة بحلول عام 2026، رغم أن لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ اقترحت الاحتفاظ بـ103 طائرات من أصل 162.
التأخيرات في برنامج Block 4
التأخير في تحديث برنامج Block 4 ليس جديدًا، فقد توقفت القوات الجوية عن استلام طائرات F-35 لمدة عام بسبب مشكلات برمجية في شريحة TR-3، والتي تُعتبر محورية في هذا التحديث.
لكن الطائرات الجديدة المشتراة بعد استئناف العمل في يوليو الماضي لا تتضمن سوى نسخة مختصرة من Block 4، مما يثير تساؤلات حول جاهزيتها.
كما أوضحت شركة Lockheed Martin أنها قامت بحل مشكلات ترقية TR-3، ولكن مكتب برنامج F-35 المشترك لم يؤكد ذلك بعد.
عبّر الكونجرس عن قلقه تجاه التأخيرات المستمرة، مشيرًا إلى أن المخططات الخاصة بالقدرات المستهدفة قد تم تخفيضها بالفعل. ووصف رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، مايك روجرز، تلك التخفيضات بأنها قرار استراتيجي لرسم أولويات جديدة في التمويل.
القدرات والترتيبات المستقبلية
في إطار ميزانية البنتاجون، تبقى تساؤلات القوة الجوية قائمة. ويؤكد ألفين أن دعوته لتعزيز القدرات لا تتعلق فقط بعدد الطائرات، بل بقدرتها على مواجهة أعداء متشابهين في القدرات.
ويُفضل وجود عدد أقل من الطائرات مع قدرات أعلى، كما في حال طائرات F-35، على وجود أسطول أكبر بقدرات منخفضة. ويُعزز ذلك القلق بشأن الميزانية، حيث إن القدرات العسكرية الأفضل تتطلب استثمارات أكبر، ولكنها تأتي مع قيمة أكبر.
أشار ألفين أيضًا إلى “عملية مطرقة منتصف الليل” الأخيرة، التي استهدفت المنشآت النووية في إيران، حيث تمكنت الطائرات الشبحية من التنفيذ دون التعرض للخطر في المجال الجوي الإيراني.