تذبذبت علاقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرؤساء الأمريكيين الخمسة الذين تعاقبوا على السلطة منذ عام 1999، وشهدت مسارات متباينة من التعاون إلى التوتر. الرئيس الروسي يستعد للقاء محتمل مع دونالد ترامب في ألاسكا في 15 آب المقبل، لبحث تطورات الأزمة الأوكرانية.
بوتين والرؤساء.. مسار العلاقات
تراوحت العلاقات بين الزعيم الروسي والرؤساء الأمريكيين بين التقارب والتباعد، حيث لعبت قضايا دولية وملفات خلافية دوراً بارزاً في تحديد طبيعة هذه العلاقات. من المتوقع أن يشكل اللقاء المرتقب بين بوتين وترامب منعطفاً جديداً في مسار العلاقات الروسية الأمريكية.
كلينتون: خلافات كوسوفو
على الرغم من العلاقات الجيدة بين بوريس يلتسين وبيل كلينتون، ألقت حرب كوسوفو بظلالها على العلاقات بين البلدين. ومع استقالة يلتسين نهاية 1999، تعاملت واشنطن بحذر مع خليفته فلاديمير بوتين.
وصفت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، بوتين بأنه “رجل حازم وعملي”، مؤكدة ضرورة مراقبة أفعاله عن كثب. وخلال قمة جمعتهما في 2000، أشاد كلينتون ببوتين، معتبراً إياه قادراً على بناء روسيا قوية ومزدهرة.
بوش: تحالف ثم فتور
في أول لقاء جمعهما في 2001، أشاد جورج بوش الابن ببوتين واصفاً إياه بأنه “رجل مخلص لوطنه وقائد استثنائي”. عقب هجمات 11 أيلول، أعلن بوتين تضامنه مع بوش في “الحرب على الإرهاب”.
إلا أن التباين في وجهات النظر بدأ يظهر مع انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية وإنشاء درع صاروخية في أوروبا الشرقية، وهو ما أثار استياء موسكو.
أوباما: وعود لم تتحقق
أطلق باراك أوباما عام 2009 مبادرة لإعادة العلاقات مع روسيا إلى مسارها الصحيح. وخلال زيارته لموسكو، أكد أوباما على أهمية التواصل المباشر مع الرئيس الروسي آنذاك، ورئيس الوزراء بوتين.
لكن هذه المبادرة لم تنجح بالكامل، ففي آب 2013، منحت موسكو اللجوء السياسي لإدوارد سنودن، مما دفع أوباما لإلغاء قمة مع بوتين، معبراً عن استيائه من “العودة إلى عقلية الحرب الباردة”. تبع ذلك ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 وتدهور العلاقات.
ترامب: اتهامات بالتدخل الروسي
وعد دونالد ترامب بتحسين العلاقات مع روسيا، لكن ولايته شهدت اتهامات لموسكو بالتدخل في الانتخابات الأمريكية. وفي مؤتمر صحافي مع بوتين في 2018، تجاهل ترامب نتائج تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي، قبل أن يعترف لاحقاً بأنه أخطأ في التعبير.
خلال حملته الانتخابية في 2020، أشاد ترامب ببوتين، مما أثار انتقادات من منافسه جو بايدن الذي وصفه بأنه “كلب بوتين”.
بايدن: تصعيد وتوتر مستمر
اتسمت علاقة جو بايدن وفلاديمير بوتين بالتوتر منذ البداية. وقد ازدادت حدة التوتر مع الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط 2022، حيث قطع بايدن الاتصالات مع موسكو، وقدم مساعدات عسكرية كبيرة لكييف.
ووصف بايدن نظيره الروسي بأوصاف لاذعة، مثل “قاتل” و”مجرم حرب” و”جزار”، مما يعكس عمق الخلافات بين البلدين.