الثلاثاء 11 فبراير 2025
spot_img

بعد استلامها.. رسميا المغرب يكشف عن صفقة طائرات AH-64E Apache الهجومية

أعلنت المغرب رسمياً عن استلامه طائرات AH-64E Apache الهجومية، مما يمثل إضافة كبيرة لقدراتها القتالية الجوية. بدأت عملية شراء هذه المروحيات المتقدمة في عام 2010، وتم منح الموافقة الرسمية في نوفمبر 2019.

وعلى الرغم من أهمية الصفقة، إلا أن تفاصيل العقد، بما في ذلك العدد الدقيق للوحدات المطلوبة، جداول التسليم، والتكلفة الإجمالية، لا تزال غير معلنة. وقد تم الانتهاء من الصفقة في عام 2020 دون إعلان رسمي.

تكشف الصور التي تم إصدارها عن المروحيات بأنها تحمل شعار القوات الجوية الملكية المغربية ونمط تمويه صحراوي مزدوج اللون، مما يوضح تكيفها مع بيئات التشغيل في المنطقة.

شمل الموافقة التي تم منحها للمغرب الترخيص لشراء ما يصل إلى 36 مروحية AH-64E – 24 كطلب مؤكد و12 كخيار. بالإضافة إلى ذلك، شملت الصفقة الحصول على 12 رادار Longbow، مما يعزز من قدرات اكتساب الأهداف والتفاعل معها.

إلى جانب الطائرات، شملت الصفقة مجموعة واسعة من الذخائر الموجهة بدقة، بما في ذلك أكثر من 1000 صاروخ AGM-114 Hellfire بأنواع مختلفة، وأكثر من 600 صاروخ قاذف ليزر APKWS، وأكثر من 50 صاروخ FIM-92 Stinger، و5216 صاروخ Hydra 70 غير الموجه.

قيم الصفقة وتفاصيلها

شمل الاتفاق أيضًا 93000 طلقة من الذخيرة عيار 30 مم، بالإضافة إلى أنظمة الدعم المختلفة والخدمات. بينما قدرت القيمة الإجمالية للصفقة بما يصل إلى 4.25 مليار دولار، تظل تفاصيل الطلب النهائي غير واضحة. تشير الصور الأخيرة إلى أن ثلاثة وحدات على الأقل قد وصلت كجزء من التسليم الأولي.

مع وصول هذه المروحيات، تصبح المغرب الدولة الثانية في إفريقيا التي تشغل مروحيات AH-64، بعد مصر. ومع ذلك، فإنها الأولى في القارة التي تستخدم النسخة المتقدمة AH-64E، المعروفة أيضًا باسم “Guardian”.

يعزز هذا الاقتناء بشدة من قدرة المغرب على تنفيذ الهجمات بالطائرات العمودية، مكملًا أسطولها الحالي المكوّن من ست طائرات Airbus H135M و19 طائرة Aérospatiale SA342L Gazelle. تؤكد إضافة طرازي AH-64E التزام المغرب بتحديث جيشه وتعزيز قدرته على إجراء عمليات القتال عالية الكثافة في المنطقة.

قدرات الطائرة

تعتبر طائرة AH-64E Apache معروفة بقدراتها المتقدمة في استهداف الأهداف وزيادة إمكانية البقاء وقوة تسليحها، مما يقدم مروحية هجومية قوية ضمن ترسانة المغرب.

تتيح مرونة الطائرة تنفيذ مجموعة واسعة من المهام، بدءًا من العمليات المضادة للدروع إلى الدعم الجوي القريب، مما يعزز من قدرة المغرب على استعراض القوة محليًا وفي النزاعات الإقليمية المحتملة.

لا يعمل هذا الاقتناء على تحديث القوات المسلحة الملكية المغربية فحسب، بل يقرّبها أيضًا من التكنولوجيا العسكرية الغربية، مما يعزز من قدرتها على التعاون مع حلفاء الناتو والولايات المتحدة، التي أعلنت المغرب حليفًا رئيسيًا غير عضو في الناتو.

التحديات والعمليات المستقبلية

من الناحية التشغيلية، ستعزز مروحيات Apache بشكل كبير قدرة المغرب على الضربات الدقيقة. إن دمج مستشعرات متقدمة مثل نظام استهداف اكتساب الهدف المعدل [M-TADS/PNVS] والقدرة على استهداف الأهداف عن بُعد بصواريخ Hellfire وذخائر موجهة بدقة يعني أن المغرب سيتمكن من تنفيذ عمليات معقدة، حتى في ظروف قاسية.

قد تكون هذه القدرة حاسمة في تأمين الحدود، وخاصة في إدارة النزاع المستمر في الصحراء الغربية، حيث يمكن أن يؤدي الدعم الجوي إلى تغيير الموازين في مواجهات الأرض.

على الصعيد الإقليمي، يبعث إدخال هذه المروحيات بإشارة قوية للجيران مثل الجزائر، التي تربطها بالمغرب علاقات معقدة ملؤها نزاعات حدودية تاريخية. قد تؤدي وجود Apache إلى العمل كعامل ردع، مما قد يغير من الحسابات الاستراتيجية في شمال إفريقيا.

مع تدخل الجزائر في تحديث عسكري خاص بها، قد تضطر إلى إعادة تقييم استراتيجيات الدفاع الخاصة بها، مما قد يؤدي إلى سباق تسلح أو، على العكس، دفع الأطراف نحو الحوار لتجنب التصعيد.

الآثار الجيوسياسية

علاوة على ذلك، تمتد الآثار الجيوسياسية وراء الجيران المباشرين. إن الموقع الاستراتيجي للمغرب على مضيق جبل طارق يجعله لاعبًا رئيسيًا في السيطرة على حركة الملاحة بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. يمكن أن تؤثر القدرات الجوية المعززة على الديناميات الأمنية في هذه النقطة الحيوية، مما يؤثر على طرق التجارة الإقليمية والدولية.

يعكس اقتناء Apache أيضًا التوجه الاستراتيجي الأوسع للمغرب نحو تعزيز قدراته العسكرية عبر مجالات مختلفة. وهذا لا يشمل فقط المروحيات الهجومية ولكن أيضًا الاستثمارات في أنظمة الدفاع الجوي والأصول البحرية وتحديث القوات البرية.

يمكن أن تؤدي مثل هذه التحسينات إلى قيام المغرب بدور أكثر حزمًا في إطار الأمن الإقليمي، مما قد يتيح له قيادة أو المشاركة في عمليات حفظ السلام أو مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، حيث كانت عدم الاستقرار قضية مستمرة.

التحديات المستقبلية

ومع ذلك، فإن إدخال هذه الأصول التكنولوجية المتقدمة يجلب أيضًا تحديات. فتكاليف التشغيل والصيانة للـ Apache كبيرة، مما يتطلب شبكة لوجستية قوية وموظفين مدربين جيدًا.

سيحتاج المغرب إلى استثمار كبير في تدريب طياريه وفِرق الصيانة، بالإضافة إلى ضمان وجود سلسلة إمداد للأجزاء والترقيات، وهو ما قد يضغط على الموارد الوطنية ولكنه يعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على جاهزية المروحيات القتالية.

تم تجهيز مروحيات AH-64E المغربية بمجموعة من الأنظمة المتطورة التي تهدف إلى تعزيز الأداء، وتحمل، وفعالية العمليات. في صميم قدرات Apache الحسية يوجد نظام استهداف اكتساب الهدف الحديث [M-TADS/PNVS].

يوفر هذا النظام للطيارين قدرات غير مسبوقة في اكتساب الأهداف وتعيينها خلال النهار والليل وفي ظروف الطقس السيئة، مما يسمح بالتعامل الدقيق مع الأهداف من مسافات كبيرة. يتضمن نظام M-TADS جهاز تحديد وتحكم بالليزر، مما يضمن قدرة الطيارين على قفل الأهداف بدقة عالية.

التقنيات الحديثة

يتم تعزيز الملاحة والوعي بالوضع بشكل ملحوظ من خلال دمج الأجهزة الإلكترونية المتقدمة. تتميز الـ Apache برادار التحكم في النيران Longbow AN/APG-78، الذي يُركب فوق عمود الدوّار. يعتبر هذا الرادار حيويًا لاكتشاف الأهداف وتصنيفها وتحديد أولوياتها، حتى في البيئات المعقدة، بما في ذلك فوق الماء، وذلك بفضل التعزيزات القدرات البحرية.

تسهل الاتصالات ومشاركة البيانات من خلال تضمين أجهزة الراديو الآمنة ونظام المودم المعزز [IDM-401]، الذي يدعم نقل البيانات في الوقت الحقيقي، مما يعزز من قدرة المروحية على العمل ضمن بيئة ساحة المعركة المتصلة بالشبكة.

تعتبر هذه الاتصال أمرًا حيويًا للعمليات العسكرية الحديثة، حيث يمكن تنفيذ إجراءات منسقة مع وحدات أخرى، بما في ذلك الطائرات بدون طيار [UAVs] عبر مجموعات تعاون الطائرات المأهولة وغير المأهولة [Manned-Unmanned Teaming]. تسمح هذه المجموعات لطياري الـ Apache بالتحكم في الطائرات بدون طيار القريبة، مما يوفر خيارات استطلاع إضافية أو حتى إشراك مباشر من المروحية.

تُعزز قدرة Apache على البقاء من خلال مجموعة من التدابير الدفاعية. تعمل مجموعة الكشف عن إشارات الرادار AN/APR-39D[V]2 ونظام الكشف عن الليزر AN/AVR-2B بالتنسيق لاكتشاف وتنبيه الطيارين عن التهديدات القادمة، مما يمنحهم ثوانٍ ثمينة للتفاعل.

يضيف نظام توزيع التداخل المحسن [ICMD] طبقة حماية أخرى من خلال نشر الغبار والتوهجات الخادعة لصواريخ أو تهديدات موجهة بالرادار.

للملاحة، تتميز Apache بجهاز البحث التلقائي AN/ARN-149 (V)3، وحساس السرعة Doppler ASN-157 للمعلومات الدقيقة عن مسار الرحلة، وارتفاع الرادار AN/APN-209 للحفاظ على ارتفاعات الطيران الآمنة، خاصة في ظروف الطيران المنخفض.

يضمن نظام الملاحة Tactical Air Navigation [TACAN]، بما في ذلك مجسات AN/ARN-153 ومحطات الأرض، قدرتها على الملاحة بدقة في كل من المواقف القتالية وغير القتالية.

تأتي Apache المغربية أيضًا مع أنظمة الموجات العالية التردد متعددة الاتجاهات/أنظمة الهبوط الآلي [VOR/ILS]، والتي تعد حيوية للعمليات في جميع الأحوال الجوية، حيث توفر للطيارين إشارات توجيهية للملاحة بأمان إلى وجهاتهم أو العودة إلى القاعدة.

أما بالنسبة للطاقة، فإن هذه المروحيات تدعمها محركات General Electric T700-GE-701D، مما يوفر أداءً محسّنًا وموثوقية واحتياجات صيانة أقل مقارنة بالنماذج السابقة. لا يدعم اختيار المحرك هذا أنظمة طيران Apache الصارمة فحسب، بل يسهم أيضًا في مداها التشغيلي وقدرتها على التحمل.

تضمن هذه المجموعة الشاملة من المعدات أن مروحيات AH-64E المغربية ليست مجرد طائرات هجومية، بل تعتبر مراكز قيادة طائرة طائرة، قادرة على تحقيق مرونة عملياتية كبيرة في سيناريوهات متعددة، بدءًا من مكافحة التمرد إلى الحروب التقليدية، مما يعزز خيارات المغرب الاستراتيجية والتكتيكية في النزاعات الإقليمية.

توضح الصفقة، بلا شك، تكامل المغرب لقدرته العسكرية، مما يوفر مزايا تكتيكية جديدة قد تعيد تشكيل الديناميات الإقليمية.

تشير هذه الخطوة أيضًا إلى طموح المغرب في تعزيز مكانته كقوة إقليمية قادرة على الدفاع عن مصالحها والمساهمة في الاستقرار أو حل النزاعات في شمال إفريقيا.

ومع ذلك، فإنها أيضًا دعوة للاهتمام من الجوار، وتتطلب إدارة دقيقة لضمان أن تترجم هذه القدرة العسكرية إلى مزايا استراتيجية دون إشعال المزيد من التوترات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك