تسعى بولندا لتأمين حدودها مع بيلاروس عبر استكمال بناء جدار يمتد على نحو 400 كيلومتر بحلول الصيف المقبل، بهدف التصدي لظاهرة الهجرة التي تصفها وارسو بـ”الحرب الروسية الهجينة”.
مشروع الجدار
بدأت بولندا القيام بأعمال البناء في نهاية عام 2021 بعد أن أقدمت حكومة بيلاروس على تسهيل دخول آلاف المهاجرين إلى الأراضي البولندية. ومن المتوقع أن يكتمل المشروع بحلول منتصف عام 2025، كما أشار تقرير لـ”فاينانشيال تايمز”.
وزير الدولة لشؤون الهجرة ماتشيه دوشيشك أكد أن أعمال البناء ستشمل 100% تقريباً من طول الحدود، مشيراً إلى أهمية هذا الجدار في حماية البلاد من التدفقات غير المرغوب فيها.
استجابة الحكومة
تولي الحكومة البولندية برئاسة دونالد تاسك أهمية قصوى لمواجهة ما تصفه بـ”الحرب الروسية الهجينة”، حيث تم إرسال المزيد من الجنود إلى المنطقة العازلة على الحدود، وتم تعزيز السياج الحديدي الذي بلغ ارتفاعه 5 أمتار.
كما تم تخصيص أكثر من 2.5 مليار زلوتي (587 مليون يورو) لتعزيز القوات الحدودية، وتطبيق تقنيات مثل أجهزة الرؤية الليلية والكاميرات الحرارية.
التحديات المستقبلية
رغم المشاريع الجارية، حذر وزير الهجرة دوشيشك من أن وارسو تحتاج إلى البقاء في حالة تأهب للتصعيد المحتمل من نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي يُتوقع أن يسعى لتخريب بنية الحدود.
كما دعت بولندا الاتحاد الأوروبي لدعم مشروع عسكري يُعرف بـ”الدرع الشرقي”، والذي يُعتبر جزءًا من جهود الدفاع الأوروبي ضد التهديدات الروسية.
ميزانية الدفاع الأوروبية
بدأت الحكومة البولندية تحت قيادة تاسك في تخصيص 10 مليار زلوتي لمشروع “الدرع الشرقي”، الذي يشمل أنظمة مراقبة جوية جديدة وحواجز مضادة للدبابات. ويتوقع أن ترتفع ميزانية الدفاع لتصل إلى 4.7% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام المقبل، ليكون ذلك الأعلى في حلف شمال الأطلسي.
وفي سياق متصل، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في وقت سابق هذا الشهر عن تخصيص 170 مليون يورو للدول المجاورة لروسيا وبيلاروس، في إطار الجهود لمواجهة التهديدات الهجينة التي ترتكبها موسكو ومينسك.