الخميس 6 فبراير 2025
spot_img

بسبب حاملة الطائرات.. الهند تواجه انتقادات لشرائها مقاتلات “رافال” البحرية

تتوالى الانتقادات حول قرار الهند شراء 26 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز رافال M البحرية، حيث أبدى ضابط بحري هندي قلقه بشأن ملاءمة هذه الطائرة للعمليات على حاملة الطائرات الهندية، مشيرًا إلى التجربة السابقة مع طائرات ميغ-29K.

قدرات الطائرات ومشكلات التصميم

تبدو المشكلة الأساسية في أن أجنحة رافال M الثابتة تحد من قدرة المناورة وتستهلك مساحة ثمينة على سطح السفن، مما يقلل من عدد الطائرات التي يمكن استيعابها على حاملة الطائرات الهندية INS Vikramaditya وINS Vikrant. كما أن النسخة التدريبية ذات المقعدين من رافال M غير قادرة على العمل من سطح الحاملة، مما يعيق تدريب الطيارين على العمليات الحقيقية ويجبرهم على الاعتماد على محاكيات.


بالمقابل، يمكن لطائرة ميغ-29KUB، وهي طائرة تدريب ذات مقعدين، العمل من سطح الحاملات وتوفير بيئة تدريب أكثر واقعية. ومع ذلك، واجهت ميغ-29K مشكلات تتعلق بالحوادث وزيادة الاعتماد على المحاكيات. وذكر الضابط أن رافال M، مثل ميغ-29K، تم اختيارها بسبب استخدامها من قبل سلاح الجو الهندي، بهدف تسهيل اللوجستيات وتقليل تكاليف التدريب.

تحديات تكامل التكنولوجيا

يمكن أن تؤثر هذه التحديات التصميمية على جاهزية العمليات البحرية، مما يبرز صعوبات تكامل التكنولوجيا الأجنبية في العمليات المتخصصة. قد تحتاج البحرية إلى النظر في إجراء تعديلات أو زيادة الاستثمار في بنية التدريب لتخفيف هذه المشكلات.


يمتاز النظام الهندي لشراء الأسلحة ببطء اتخاذ القرارات، ويعزى ذلك إلى تداخل عوامل بيروقراطية واستراتيجية وتاريخية معقدة. يتطلب النظام عدة مستويات من الموافقات، ابتداءً من الفروع الخدمية الفردية وصولاً إلى وزارة الدفاع، وقد يصل الأمر إلى لجنة الأمن الوزارية وحتى وزارة المالية.

تعقيدات الاستحواذ على الدفاع

هذا النظام، رغم أنه مصمم لضمان المساءلة ومنع الفساد، يؤدي غالبًا إلى تأخيرات كبيرة بسبب عدم وجود نقطة واحدة للمسؤولية. تتعرض القرارات لتكرار الجهود والتأخيرات في التعليقات أو الموافقات.

تؤدي غياب رؤية استراتيجية موحدة إلى تفاقم هذه الوتيرة البطيئة، حيث تسعى كل فرع من فروع الجيش إلى تحقيق عقيدته التشغيلية الخاصة، مما يؤدي إلى احتياجات شراء غير متسقة وأحيانًا متناقضة.

أسفر هذا الأمر عن جعل شراء الأسلحة رد فعلًا على العجز أو الضغوط السياسية بدلاً من كونه استراتيجية طويلة الأجل، مما أدى إلى تكبد عمليات شراء غير فعالة.

التأثيرات الجيوسياسية والمالية

لقد عانت عملية الاستحواذ الدفاعي في الهند من نهج مفرط الحذر لتفادي الأخطاء السابقة، مما يؤدي إلى ظهور مشكلات جديدة. ويؤثر الخوف من تكرار فضائح الفساد على الإجراءات الصارمة، وهو ما قد يتسبب في رفض عمليات شراء محتملة مفيدة أو اختيار أنظمة أقل كفاءة بسبب متطلبات غير واقعية.

تضيف العلاقات الدولية وشراكات الدفاع مزيدًا من التعقيد لعملية الشراء. اعتمدت الهند تاريخيًا على الأسلحة الروسية، لكنها تعكف الآن على تنويع مصادرها، مما يطرح تحديات جديدة تتعلق بنقل التكنولوجيا والتفاوض مع معايير مختلفة للموردين.

تعكس الوتيرة البطيئة أيضًا القيود الاقتصادية وإدارة الميزانية. إذ إن الإنفاق الدفاعي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي قد ظل منخفضًا، معرقلًا تمويل عمليات الشراء الجديدة.

الاختيار بين الروافد القديمة والطائرات الحديثة

لقد اتخذت البحرية الهندية خطوة حاسمة نحو تعزيز قوتها الجوية القابلة للإطلاق من الحاملة باختيارها طائرة داسو رافال M، متفوقة على المنافسة من طائرة بوينغ F/A-18E/F سوبر هورنت بعد تقييم طويل وشاق.

بدأت البحرية في عام 2017 برنامج الطائرات القادرة على العمل من الحاملات (MRCBF) لتجهيز INS Vikrant بطائرات جديدة. وقد كانت التجارب، التي تم إجراؤها في منشأة اختبار الشاطئ البحرية في غوا، ذات طابع مميز حيث قدم كل منهما عروضا في مهام الإقلاع والهبوط.

في يوليو 2023، أقر مجلس اقتناء الدفاع قرار الاستحواذ على 26 طائرة رافال. لم يكن القرار مجرد اختيار لطائرة، بل كان يهدف أيضًا إلى تحقيق رؤية استراتيجية من أجل تحويل الشراكات اللوجستية والتشغيلية مع سلاح الجو الهندي.

صفقة استحواذ ضخمة

تفاوضت الهند للحصول على خفض كبير في السعر، مما أسفر عن صفقة تقدر بحوالي 63,000 كرور روبية (حوالي 7.6 مليار دولار)، تضمنت أيضًا قنابل وصواريخ متنوعة بالإضافة إلى دعم لوجستي وتدريب.

ليست هذه صفقة تسليح تقليدية؛ بل هي صفقة بين حكومتين، على غرار عقد 2016 لسلاح الجو الهندي. تشمل الصفقة 22 طائرة ذات مقعد منفرد و4 طائرات تدريب ذات محركين.

تعتبر هذه الصفقة بمثابة حل وقتي حتى تنضج طائرة القتال المستندة إلى سطح السفينة المحلية [TEDBF]، المتوقع إتمامها بحلول عام 2031، ما يعزز التحالف الاستراتيجي مع فرنسا في ظل تحديات منطقة إندو-باسيفيك المتزايدة.

التحديات المستقبلية

أطلقت البحرية الهندية نقاشًا شديدًا حول قرارها المحتمل بالانتقال من طائرة ميغ-29K إلى رافال M، حيث تعد ميغ-29K عمود الدعم الجماعي لطائرات القيادة البحرية.

منذ إدخالها عام 2010، أثبتت ميغ-29K أنها طائرة متعددة الأدوار، لكن تقارير عن الحوادث والصيانة شكلت تحديات كبيرة.

على النقيض من ذلك، تحمل رافال M تصميمًا حديثًا مصممًا للعمل من حاملات الطائرات باختلافاتها الحادة مقارنة بالميغ.

تتطلع البحرية الهندية إلى تحقيق الريادة في قدرتها الجوية الحاملة؛ ومع ذلك، سيكون الانتقال مليئًا بالتحديات، خصوصًا في تأهيل الطيارين وتكامل المنظومات الجديدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك