السبت 9 أغسطس 2025
spot_img

باكستان: فيديو جريمة “شرف” يهزّ المجتمع ويوقظ السلطات

spot_img

في جريمة مروعة هزت الرأي العام الباكستاني، لقيت امرأة ورجل مصرعهما رميًا بالرصاص على خلفية اتهامات تتعلق بـ “الشرف”. بانو بيبي، أم لخمسة أطفال، وإحسان الله سمالاني، أب لأربعة، قُتلا في منطقة صحراوية جنوب باكستان، في جريمة أثارت موجة غضب واستنكار واسع.

تفاصيل جريمة الشرف

كانت بانو بيبي تلفظ أنفاسها الأخيرة بكلمات تحدي، بينما كان منفذ الإعدام يستعد لإطلاق النار عليها. “يمكنك أن تطلق النار عليّ، لكن ليس أكثر من ذلك”، قالت بيبي في كلماتها الأخيرة، قبل أن تودي بحياتها ثلاث رصاصات.

بعد قتل بيبي، اتجه القاتل إلى إحسان الله سمالاني وأرداه قتيلاً هو الآخر. الجريمة المزدوجة أثارت صدمة وغضبًا واسعًا في باكستان، حيث تتصاعد جرائم الشرف ضد النساء.

صمت السلطات

لم يقتصر الغضب على وقوع جريمة قتل جديدة باسم “الشرف”، بل امتد إلى صمت السلطات الذي استمر لأسابيع، ولم تتحرك إلا بعد انتشار فيديو الجريمة. هذا التأخير أثار تساؤلات حول جدية السلطات في مكافحة هذه الجرائم.

قوانين لحماية النساء

السيناتورة شيري رحمن، قدمت مشروع قرار يطالب بمحاكمة المسؤولين عن قتل بيبي وسمالاني. وأكدت أن المجتمعات والعائلات تصر على مفهوم خاطئ عن “الشرف”، وتعتبره مرتبطًا بجسد المرأة وتصرفاتها.

تجاهل للقانون

على الرغم من وعود الساسة ومسؤولي إنفاذ القانون ببذل مزيد من الجهد لحماية النساء، إلا أن مقتل بيبي، وتمكّن القتلة من الإفلات من العقاب لأسابيع طويلة، أعاد التشكيك في قدرة المسؤولين الباكستانيين على التصدي لهذه الجرائم.

تورط مجتمعي

يظهر في الفيديو رجال يشاهدون الواقعة في صمت، بل وينهمكون في تصويرها بهواتفهم الجوالة. هذا التواطؤ المجتمعي يساهم في استمرار هذه العادات البشعة، بحسب تصريحات السيناتورة رحمن.

القبض على المتهمين

بعد انتشار الفيديو، فتحت الشرطة تحقيقًا في الجريمة وألقت القبض على أكثر من 15 شخصًا، بينهم والدة بيبي، التي بررت الجريمة بزعم “تطهير شرف العائلة”.

لا شرف في الجريمة

شيما كيرماني، ناشطة حقوقية، أكدت أن هذه الجرائم مشينة ولا تمت للشرف بصلة. وأشارت إلى أن اللوم غالبًا ما يُلقى على الضحية، بينما القاتل يدعي أنه يدافع عن شرف العائلة.

جرائم الشرف في باكستان

“لجنة حقوق الإنسان الباكستانية” أفادت بأن 405 نساء قُتلن العام الماضي في باكستان، تحت مسمى “جرائم الشرف”. وغالبًا ما تقع هذه الجرائم في المناطق الريفية، حيث تسود معتقدات أبوية راسخة.

ضحايا من جميع الطبقات

لا تقتصر هذه الجرائم على طبقة اقتصادية معينة، بل تحدث في كل أنحاء البلاد، وحتى بين الجاليات الباكستانية في الخارج. ففي يناير الماضي، استدرج رجل ابنته البالغة 14 عامًا من نيويورك وقتلها في باكستان بسبب أسلوب حياتها.

غياب العقاب الرادع

على الرغم من وجود قوانين تجرّم العنف القائم على النوع الاجتماعي، إلا أن هذه الجرائم غالبًا ما تمر دون عقاب، بسبب طغيان الأعراف القبلية على القانون المدني.

دور مجالس القرى

في كثير من الحالات، تحكم مجالس القرى المحلية (“الجيرغا”) بدلًا من المحاكم، وغالبًا ما يكون القاتل أحد أقارب الضحية.

قانون لم يحد من الجرائم

عام 2016، سُن قانون يهدف إلى معاقبة الجناة بشكل أكثر فاعلية، إلا أن أعمال القتل استمرت، بل وازدادت، بحسب “المفوضية الباكستانية لحقوق الإنسان”.

حوادث مماثلة

في الأسابيع الأخيرة، ألقت الشرطة القبض على والد وشقيق فتاة قُتلت بعد هروبها من زواج قسري. وفي جنوب باكستان، اعترف رجل بقتل حفيدته بدعوى “الشرف”.

أوامر قبلية بالإعدام

في أوائل يونيو، مثلت بيبي وسمالاني أمام زعيم قبلي محلي في بلوشستان، أمر بإعدامهما. ولا يزال الرجل الذي أطلق النار على بيبي وسمالاني طليقًا.

رسالة مرعبة

الناشطة كيرماني أكدت أن هذا الفيديو يبعث رسالة مرعبة إلى كل امرأة، مفادها أنها لا تملك الحق في اتخاذ قرارات بشأن حياتها.

اقرأ أيضا

اخترنا لك