الأربعاء 26 مارس 2025
spot_img

باريس تستضيف قمة تشاورية حول أوكرانيا والأمن الأوروبي

تستضيف العاصمة الفرنسية باريس، يوم الاثنين، اجتماعًا تشاوريًا يجمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع عدد من القادة الأوروبيين، بما في ذلك المستشار الألماني ورؤساء حكومات بريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك. يتغيب عن الاجتماع ممثل أوكراني، في حدث يسلط الضوء على التطورات الأمنية في أوروبا.

محاور الاجتماع

طبقًا لما ورد في بيان الرئاسة الفرنسية، صدر يوم الأحد، فإن الاجتماع غير الرسمي سيتناول محورين رئيسيين: الوضع الراهن في أوكرانيا والتحديات الأمنية التي تواجه القارة الأوروبية. وأكد البيان أن الاجتماع يهدف إلى توحيد صفوف الشركاء المعنيين بالسلام والأمن في أوروبا، مع الإشارة إلى أن مخرجات الاجتماع يمكن متابعتها عبر قنوات أخرى، نظرًا لغياب بعض القادة الأوروبيين.

يأتي هذا الاجتماع عقب سلسلة من التطورات المثيرة للقلق في الأيام الأخيرة. حيث شهدت أوروبا حالة من التوتر بعد مكالمة هاتفية طويلة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، تلتها مكالمات بين وزيري خارجية البلدين، مما أطلق العنان لمخاوف من تغييرات في الديناميكيات الدولية قد تؤثر على موقف أوكرانيا. وتعزز هذه القلقات تصريحات وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الذي اعتبر أن احتمالات عودة أوكرانيا إلى أراضيها تحت سيطرة روسيا غير واقعية.

تصريحات وزير الدفاع الأميركي

أكد هيغسيث أن أوكرانيا لن تتمكن من استرجاع كافة الأراضي التي تحتلها روسيا، مستبعدًا أيضًا انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي في الأمد القريب. كما أوضح رفضه إرسال قوات أميركية للإشراف على أي هدنة أو معاهدة محتملة، مؤكدًا أن الدعم الأوروبي سيكون تحت لواء دوله وليس تحت مظلة الأطلسي.

هذه القضايا تضاف إلى تعقيدات الموقف الأوروبي، لاسيما مع التصريحات الحادة لمسؤولين أميركيين خلال مؤتمر ميونيخ الأمني. حيث أبدى البعض، مثل الجنرال كيث كيلوغ، عدم تفاؤله بمشاركة الأوروبيين في المفاوضات المحتملة برغم الطلبات الأوكرانية الملحة بضرورة وجودهم على طاولة التفاوض.

القضايا الراهنة

تظل المخاوف الأوروبية قائمة مع احتمال عقد صفقة أميركية – أوكرانية دون وجود الأوروبيين، مما قد يؤدي إلى تهميش دورهم في القضية الأوكرانية. وتتضمن هذه الصفقة اشتراطات تتعلق باستغلال الموارد النادرة، مما يعكس رغبات ترامب في تعزيز مصالح الولايات المتحدة على حساب الاستقلال الأوروبي.

يرتبط الأمر ارتباطًا وثيقًا بمسألة الأمن الأوروبي، فالدول الأوروبية ترغب في الحصول على ضمانات من روسيا لتعزيز استقرار القارة. ومع وجود انقسامات واضحة داخل أوروبا نفسها حول كيفية التعامل مع الملف الأمني، يصعب تحقيق توافق حول موقف موحد يمكن أن يواجه التحديات المقبلة.

مخاوف أوروبية متزايدة

بينما يحذر البعض من مبالغات في تلك المخاوف، مثل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الذي دعا إلى عدم التهويل، إلا أن القلق داخل القارة الأوروبية يتزايد مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض. أُعيد إحياء المخاوف القديمة المتعلقة بالسياسات الأميركية الغير تقليدية، مما أعاد إلى الأذهان مرحلة من عدم الاستقرار التي كانت قد اختفت على مدار فترة الإدارة السابقة.

تتزايد الضغوط على أوروبا، التي كانت قد اعتادت على معالجة القضايا العالمية في ظل الإدارة السابقة، إذ تواجه اليوم واقعًا جديدًا يتطلب منها صياغة استراتيجياتها الخاصة بعيدًا عن الاعتماد على الحماية الأميركية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك